جئت راغبة أم غاضبة؟ - علم ابنته حل مشكلتها - أحمد علي سليمان

على بابي ضُحَىً طرقت بُنيّة
تلوكُ الغيظ خلفَ المَشربية

وتجترّ المكائدَ باهتياج
ودمعُ العين يعصفُ بالصبية

وآهاتٍ تُشيّعُ حزنَ قلب
وأنّاتٍ مُقطعة شَجية

وهذرمةٍ يُردّدُها لسانٌ
تعبّر عن خواطرَ في الطوية

وزمجرةٍ يبوحُ بها ضميرٌ
بلا خجل ولا أدنى رَوية

وثورة حرّةٍ تشكو أساها
وآلامٍ تقودُ إلى بلية

وأشجانٍ تَميّز في فؤادٍ
غزته مِن الصباح إلى العشية

ونيرانٍ تحَرّق بعضَ فضلى
ولفح الغيظ يَزدردُ البقية

وعطبول يُحطمُها التأبّي
على الأحداث ترسُم فوضوية

فقلتُ مسامراً: أهلاً وسهلاً
ومرحى ، ثم مرحى يا سُمية

وبابي مغلقٌ يُزجي التحايا
مُعطرة مُرحبة ندية

وساءلتُ البنية ، ما دهاها؟
وما هذي القلاقِل؟ ما القضية؟

لماذا تذرفُ العينان دمعاً
كغيثٍ غال أمسية شَتية؟

لماذا تكبتُ الأغلالُ وجهاً
كمثل البدر طلعته بهية؟

لماذا تأسرُ الأصفادُ بنتي
لتتركها مُعذبة شقية؟

لماذا - دون أسباب - تُعاني
وتُدْفنُ في المشاكل ، وهْي حية؟

لماذا تُزدرَى بين الصبايا
وتحيا - رهْن ما تلقى – ضحية؟

لماذا يُعتدى ظلماً عليها
فتأملُ أن تعاجلها المنية؟

أجيبيني - على ما قلتُ - فوراً
بأجوبةٍ مفصلةٍ جلية

وزيديني بغير مُقدماتٍ
وخصّيني بكل صفاء نية

وخافي الله - في الأقوال - تُحكَى
ويعلمُ صِدقها رب البرية

وإن الحق لا يخفى طويلاً
ولكنّ الزيوفَ هيَ الخفية

فقالت: يا أبي أشكو حليلي
وأقسِمُ لم أفبركْ مسرحية

يَحيفُ عليّ في سِر وجَهر
ويكسرُ خاطري بالعنجهية

ويقذفني بألفاظٍ تدنتْ
ويجهرُ بالأساليب الردية

ويقهرُني بأمر بعد نهي
بدون هوادةٍ أو أريحية

فقلتُ: إذن أتيتِ اليومَ غضبى
تريدُ أباً ليصحبَ بندقية

ليُرجعَ حق مَن ظلمتْ جهاراً
ويُحرجَ زوجها بالبربرية

ويُحدثَ فجوة ليست تُبارى
وحرباً مِن حروب الجاهلية

ويُوسعَه بها سَباً وشتماً
ليُشمت فيكما الإسكندرية

ويبقى عارُها ، ويعودُ كلُّ
إلى دار بساكنها هنية

ولا يفنى - مع الأيام - جُرمي
وألفاظي التي هيَ قيصرية

ومَن ينسى لوالدكِ التجني
وينسى الكفَ تُمسكُ بالرمية

وينسى اللهجة الرعناء تكوي
بألفاظٍ مجرّدةٍ عتية

ألا عُودي لزوجكِ ، واعذريهِ
وجدّي السيرَ صافية نقية

وبين يديه خلي الدمعَ يمحو
خلافكما ، وأنهي النرجسية

ألا إني نصحتك ، فاستجيبي
وأرجو الآن تنفيذ الوصية

دعي عنك الزعوم تهَدّ بيتاً
زعومٌ كالخيال فرزدقية

أطيعيني ، ولا تعصِي كلامي
إذا ما كنتِ حقاً عبقرية

هبيني اليوم جئتُ لهدْم دار
وسَعّرتُ المواقفَ والرزية

وغلبْتُ العواطفَ والسجايا
فأين هيَ الحياة العاطفية؟

© 2024 - موقع الشعر