شرح تحفته وزوجه ابنته - أحمد علي سليمان

هذا الزواجُ - ببذل الخير - مبرورُ
والقلبُ - مِن ذكره - ساج ومقرورُ

لولا الثقاتُ - على تدوينه - اتفقوا
ما صدّق العقلُ ما قال المغاوير

حقيقة كُتبُ التاريخ تنقلها
عسى يكون لها - في الناس - تأثير

إن العَلاءين بالمناقب اتصفا
والخيرُ - في سِيرة الشهمين - موفور

لكننى حِرتُ مَنْ في الجود خيرُهما؟
وكم تُحيّر أفكاري المعايير

هل الذي جاد بالعلوم مُحتسباً
فسعيُه - عند رب الناس – مشكور؟

أم الذي جاد بالبُنية ارتبطتْ
بالزوج ، والبُضعُ بالشروح ممهور؟

يا ليت قومي بما فعلتما عملوا
كيلا يكون - بهذا الأمر - تقصير

سل العوانسَ في البيوت في غصص
تُدمي الفؤادَ ، وهذا الظلمُ مشهور

ما بين راغبةٍ في الزوج باكيةٍ
تهفو إلى ظله ، والحالُ ميسور

وبين يائسةٍ من الزواج نأى
إذ عاقه - عن حياة البنت - تعسير

آباؤهن - بجمع المال - قد شُغلوا
ولم تعقهم - عن الجمع - المحاذير

بالمال قد وزنوا الرجالَ قاطبة
فبالدنانير تُستعلى المقادير

مَن عنده مائة ، فسعرُه مائة!
وما له - بين أهل الأرض - توقير

مهما تفرّد بالعلوم يدرسها
كما تفرّد – بالعلم - النحارير

ومَن يحُز ألفَ ألفٍ عَز جانبُه
وهْو الذي بجميل الوصف مذكور

ولا يهمّ إذا ما كان ذا سفهٍ
إذ جُرمُه - عند أهل البيت - مغفور

هو المُشَفع إنْ شفاعة عَرضتْ
فمثل هذا - له - ظهرٌ وجُمهور

وهْو المصدق في الاقوال يُطلقها
إذ لا يخالطها زيفٌ ولا زور

وهو العريسُ لأحلى غادةٍ عُرفتْ
إذ لا تعز - على ذي الثروة - الحُور

وصاحبُ العلم - في الأمصار - مُنجدلٌ
وما له - في نوادي القوم - تعبير

وليس تُقبَلُ - عن عمدٍ - شفاعته
كأنه - عند كل الناس - شرير

ولا يُصدّقُ في قول ولا كَلِم
لأن قول الفتى - في الناس - مَوتور

وإن روى ليس تُرضيهم روايتُه
كأنما سَرْدُها - في الأصل - مبتور

ولا يُخطبُ إن هاج الزواجُ به
ودونه تُغلق الأبواب والدُور

أما العلاءان فالتقوى سَمَتْ بهما
واللهُ يعلم ما تحوي الأسارير

تجرّدا لرضا الرحمن في دأب
والكلُ - عند مليك الناس - مأجور

وللعروس ثوابٌ لا حدودَ له
وفي اتباع الهُدى اليسارُ والنور

فبارك الله في أعلام شِرعتنا
مَن عِلمهم في صحيح الكُتْب مذخور

© 2024 - موقع الشعر