النهر الغريب - صالح مهدي عباس المنديل

النهر الغريب
 
و قفت على مفرق درب و الفرحة تزهر في عينيها
تغريني بأحلام و رجاءات
تغريني بالوعيد او الوعد المأمول
توعدني بربيع دائم على المدى يطول
احلامك ياولدي تكبر حتما
حتى تتخطى حد المعقول
:::
حلمك يا ولدي اكبر
و طريقك محفوف بالتهديد
لا تخشى من حسد او غَلَبٍ
فكل من فيها مثلك مكدود
لا تيأس و اذكر ان آمالك نبلٌ
و ليس طريقك مسدود
::
ارى امواج الفرات تسابق بعضها
عبر صحراء العراق
تبدد ماؤها في رحلة ليس فيها
سوى الفراق
يبدد ماؤه الفرات و لست اعرفه
نادما عبر آلاف السنين على صحبة العراق
عبرة تاخذها من الفرات حين يلتقي الخليج
و آخر قطرة من الفرات يشربها الخليج
قبل ان يموت
رحلة العناء و الشقاء للفرات
لا يصحبها سوى الفراق
::
قابلته على شواطيء الخليج
غير نادم الفرات
امتعته رحلة الطريق
كان قد اروى بلادا و صحاري
و اطفي في جوف الصدى كل حريق
عندما حاولت ردعه
كمن يوصف الماء دواء لغريق
::
 
انه الغريب جاء من شتات
من حيث لا يدري يلملم امواجه النهر
من خرير ماء في الجبال
و الجليد قطرة فقطرة يذوب و المطر
يدمدم في على شبابه الفرات
حسبته حين يعانق القفراء يستشعر الخطر
ما ارى الفرات عبر آلاف السنين
سوى فتياً يعشق البيداء ليقضي الوطر
ثم ينتهي الفرات قطرة فقطرة يذوب في البحر
© 2024 - موقع الشعر