النهر العيّاب - حسن شرف المرتضى

قد يسيرُ الشّعر في الصحراءِ غابهْ
ربّما تعنو لدى الذئبِ الكتابهْ

ربّما تنسى اللّيالي كيف جاءتْ
وقطارُ العمرِ يغتالُ الرتابهْ

لابساً تقويمَ جفرٍ يمنيّ
كان مُعتمّاً بأوراق الصّحابهْ

عنونتْ في كفّه الباقي أخيراً
يا سؤالَ الختم تظميكَ الإجابهْ

يختفي في مثلِ ظلّ من غيومٍ
صارَ رعداً فيه تمويه الدّعابهْ

خندقيّ في براكينِ التّردّي
أيّ حملٍ مثلَهُ أعيا الغرابهْ

مِنْ فمِ الصّحنِ استحالَ الشّعرُ كفّاً
قاطفاً نحرَ المعاني والكآبهْ

خارجاً كالسّيل منْ حلقِ الرّوابي
قافزاً كالحبرِ من جفنِ الرقابهْ

يمنح المخفيّ بيتاً من بهاءٍ
يفضحُ المشهورِ في بيتِ الإنابهْ

رفّ رمشٌ، غصّ حلقٌ، نامَ سهدٌ
دمدمتْ كلّ النّواقيس استجابهْ

قيلَ يهدي, قيل يهذي, يا غواتي...
ملّ جرحي... كيفَ تروينا الصبابهْ؟

موجةُ الإيذاءِ تقسو.. تنحني.. لا
سطوةُ الإغراقِ تعزوها ثقابهْ

واتّجاهُ الرّيحِ يمحو صوتَ وشمٍ
يا بقايا.. الخلدُ يسقيكم شبابهْ

أيّها الجاري أغيثٌ أمْ دماء؟
قالَ سعّرْ في التناويرِ المهابهْ

كمْ منْ الأجيالِ تهذي بالأماني
مثلَ عمرِ الموتِ أو دهرِ القصابهْ

منْ دعاكَ اليومَ طمّاحاً لمجد
قلْ: عيّاباً بقاموس الكتابهْ

أرفضُ الإيماءَ.. تدري نهجَ نهري؟!
إنّما منْ هاجسي أبغي الإصابهْ

ينبغي بالحلمِ أنْ أبقى رقيباً
أمتطي المجرى وأرتادُ السّحابهْ

© 2024 - موقع الشعر