العابرُ الأخير - حسن شرف المرتضى

..
لأني أعاني من الليلِ والأمنياتْ
أضفتُ لخاصرةِ الليلِ ساعاتِ صبحٍ
وقمتُ بقصّ ظفائر وقتِ الظهيرةْ
وأدخلتها عامداً
كي تكونَ لمنتصفِ الليلِ
كهفاً
أخبئُ فيهِ مطالعَ كلِ القصائدْ
..
لأني أعاني من الليلِ والأمنياتْ
أرقّعُ صدرَ كتابٍ بذيلِ كتابْ
أرددُ بيتَ امرئ القيس.. ألا أيها الليل
وأقرأُ إنجيلَ عيسى الذي في فؤادي وليس الذي في الصحفْ
أدورُ على سورةِ المائدةْ
وأبحثُ عن ذكرياتِ العشاءِ الأخيرِ
وعن شجرٍ لستُ "أصلبُ" فيهِ
وليسَ على صَلْبهِ تُسكب الظلماتْ
..
لأني أعاني من الليلِ والأمنياتْ
أرى قمراً بارداً بين سعدِ السعودِ
وآخرُ محترقاً في السّماك
فمن أنقذ الآن
من قبضة الصيف
أو سوف أنقذ من قبضات الشتاءْ
ولا دلوَ لي يستطيعُ اغترافَ القمر
ولا حوتَ أُسرجهُ في البحارِ ولا في السماءْ
نعم حين يصبحُ منتصفُ الليلِ
يخرج من داخلي سندبادُ
وتمسكُ بالشمسِ كلتا يدي
وأغرفُ منها لعلبةِ كبريت حتى يراها الطبيبُ
وليس لتحليلهِ أي قيمةْ
أريد فقط أن أؤكد أن لدى الشمس جينات منْ سيكون هنا آخر العابرين
ولن يسدلَ الليلُ حتماً عليه الستارْ
وها أنذا قد وصلتُ إلى آخر الأمنياتْ
© 2024 - موقع الشعر