ثمن الحرية! (نكرت جميل زوجها) - أحمد علي سليمان

افعلي ما شئتِ لن تنتصري
سوف لن آسي عليك انتحري

واخدعي الدنيا بإفكٍ مُفترىً
واقمعي الحق ، ولا تعتذري

والبسي الزيفَ رداءً سابغاً
لتداري ما بدا مِن خطر

واصبغي الغدرَ بألوان الصفا
ربما خففتِ بعضَ الضرر

واجعلي التزويرَ أبهى حلةٍ
واخلعي - في الحَرب - ثوب الحذر

واغسلي كفيكِ فيما بيننا
كان عقداً مثل بيع الغرر

خاب ظني في التي أحببتها
والألي كانوا كبعض النوَر

فيكِ كم أحسنتُ ظني والرؤى
وبذلتُ الخيرَ مثلَ المطر

وضربتُ الذكرَ صفحاً عامداً
عن أذىً يُزري بمَن لم تشكر

وتحملتُ الكثيرَ عن رضىً
علني أحظى ببعض البُشُر

وارتضيتُ الذل عيشاً والشقا
وتوشحتُ بمُر الكدر

وسهرتُ الليل وحدي واجماً
واحترقتُ بسعير السهر

كي تنامي في انشراح وهَنا
وتعيشي في رياض السَمر

وشربتُ المُر جبراً والعنا
واصطلى قلبي بنار الغجر

أتحداكِ ابحثي عن مخلص
في القطيع المُعرضِ المُستهتر

مَن مِن الأوغاد شهمٌ طيبٌ
صادقُ التقوى صحيحُ النظر؟

مؤمنُ القلب لطيفٌ خيّرٌ
تأنسُ النفسُ به كالبَشَر؟

عاطرُ الذكرى مُحِبٌ ناصحٌ
مشرقٌ كالشمس أو كالقمر؟

مسلمٌ نفساً وروحاً والنهى
ونقيُ الملتقى والبَصر

لا يُرائي ، لا يُداجي أبداً
لا يميلُ لحظة للخوَر؟

أخبريني عن أصيل فيكمُ
ثاقبِ الرؤيا سليمِ النظر؟

بصَري أرجعته كم مرةٍ
باحثاً عن قيمةٍ أو أثر

فأتاني بصري منحسراً
لستُ أدري ما دوا المنحسر؟

ثم حاولتُ مداراة الغثا
وتجملتُ بشتى الصور

وعليهم كم قصصتُ قصة
في ثناياها جميلُ العِبَر

لكن القومُ استشاطوا غضباً
ولذا ما انتفعوا بالنذر

وأراكِ اليوم منهم ، صدّقي
ونصيبي أنّ هذا قدري

زوجة ترتاح في ذل الذي
خصّها دوماً بأغلى الدُرر

دُررُ العلم صحيحاً نافعاً
صادقَ الفحوى نقيّ الخبر

دُررُ النصح على درب الهُدى
وله في الخلق أحلى السِير

دُررُ الأموال لم يبخلْ بها
لقضاء المُبتغى والوطر

لن تنالي من إبائي لحظة
أنتِ أوشكتِ بأن تستعري

لستِ مني ، لستُ منكِ ، انتبهي
واعقلي ما قلته ، واعتبري

بيننا لم يبق أدنى صلةٍ
صرتُ حُراً رغم بأس الغِير

فاغرُبي عني ، كفاني حرقة
في دجى إذلالكِ المُنكدر

وانشدي غيري حَليلاً آخراً
وارجمي ما بيننا بالحجر

© 2024 - موقع الشعر