توبة تحت الأمواج - أحمد علي سليمان

رُب ضُر يُغُيّر الأوضاعا
ثم يغدو زيرُ النسا رَجّاعا

بل ويمضي عن المعاصي بعيداً
ويُجافي الخِلان والأتباعا

ويُواري عِصيانه والخطايا
ويُعادي وغداً إليه انصاعا

ويُحابي أهلَ التقى والمعالي
كي يَفضّ إشكاله والنزاعا

والمتابُ عن كل ذنب يُخبَّي
مَكرُماتٍ تستأسرُ المُلتاعا

واسأل الموجَ عن غريق كئيب
أمرُه أمسى يأخذ الأسماعا

غاله البحرُ ، واحتواه وحيداً
صارفاً عنهُ هزله والخِداعا

غاضباً للحق استبيح كثيراً
راغباً في إنهاء ظلمٍ تداعى

مُستثيراً أمواجه مُستحثاً
والغريقُ - خلف العُباب - ارتاعا

إيهِ يا بحرُ قد يتوبُ عَصِيًّ
خلّفَ الصحبَ جُملة والضيَاعا

ودّع الفسقَ خوفَ رب البرايا
هل تخيلت مثلَ هذا وداعا؟

عازماً أنْ لا يستجيب لزيفٍ
يَختِلُ اللبّ كي يجوسَ الصِراعا

مؤثراً تقوى ذي الجلال سبيلاً
مُستجيباً مُستسلماً مُنصاعا

يا خضمّ ارفقْ بالغريق ، وأحسنْ
صاح جنِّبْ ضيفاً أناب القاعا

أنت عبدُ ، والضيفُ عبدُ ، فيسِّرْ
إن ربي أهدى إليه شِراعا

بات أقوى مِن لجتيْك ، وأسمى
إن عبداً تقرّب اليوم باعا

إن هذا الشِراع يا بحرُ عال
إذ يفوقُ شطيْك ، بل والطلاعا

© 2024 - موقع الشعر