طِفْلٌ عَلَى الْأَمْوَاجِ يَضْطَرِبُ

لـ حسن عامر، ، في الرثاء، آخر تحديث

طِفْلٌ عَلَى الْأَمْوَاجِ يَضْطَرِبُ - حسن عامر

طِفْلٌ عَلَى الْأَمْوَاجِ يَضْطَرِبُ
أَيْنَ الضَّمِيرَ الحْيُّ ياَعَرَبُ
قدْ لَاذَ بِالْأَمْوَاجِ فِي أَمَلٍ
وَالْبَحْرُ فِي طياته الصَّخَبُ
قَدَمَاتَ حيّآ فِي مَدِينَتِهِ
مُذْ فَوْقهُ النِّيرَانُ تَلْتَهِبُ
وَالْبَحْرُ حُقًّا لَمْ يَكُنْ سَبَباً
وأنما خِذْلَاَننَا السَّبَبُ
هُنَا فَمَا هَانَتْ جَوَارِبُهُ
قَدْ لَا زَمَتَهُ سَاعَة النَّشَبُ
وَحِذَائِهِ لازال يَصْحَبُهُ
يا أُمَّةَ التَّطْبِيلَ وَالْكَذِبُ
يا أُمَّةٌ فِي كُلُّ جَاَئِحَةٍ
عَلَى بَلَاطِ الْغَرْبِ تَنْتَحِبُ
وَتَقْدُسُ الطَّاغِي وَتَعْبَدُهُ
وَيُصَاغُ فِيهِ الشَّعْرَ وَالْخُطَبُ
حَتَّى اذا فِرْعَوْنَ أمْتَهِ
اُسْتَحسَنَ الْأَلْقَابَ وَالرُّتَبُ
طَلَبَ السُّجُودَ لَهُ فَمَا رَفَضُوا
بَلْ قَبّلُوا الْأَقْدَامَ وَالرُّكْبُ
فِي كُلِ نَاحِيَةٍ لَهُ صَنمٌ
وَبِكُلِ عَالِيَةٍ لَهُ نَصَبُّ
بشار ان طَالَ الزَّمَانُ بِهِ
لَاَبُد لِلْأيَّامِ تَنْقَلِبُ
وَيَذُوقُ ذِلاً بَعْدَ عِزَّتِهِ
وَتَمَرُّغَ الأوجَانَ وَالْغَبَبُ
ياشَامُناَ يا شَامَّ عِزَّتُنَا
ياجُلقُ الْفَيْحَاءَ وَالنُّقُبُ
قَدْ كُنَّتِ للأدَابِ مَدْرَسَةً
وَالْيَوْمَ فِيكَ قِلَّةُ الْأدَبُ
قَتْلٌ وَتَشْرِيدٌ وَنَحْنُ نَرَى
وَالهَتُكَ لِلْأَعْرَاضِ وَالسَّلْبُ
ماحرّكتنا قَيْدَ انملةً
بَلْ زَادَ مَنَّا اللَّهْوَ وَاللُّعَبُ
© 2024 - موقع الشعر