تصابى الكهولُ ومات الصباّ - أحمد علي سليمان

تمرّق - فوق الأديم - الإبا
وقد أوشك البرّ أن يهربا

فكم وأدَ الحبُ أشواقه
وفاض الجوى ، فغدا صَيّبا

وهاجَ الغرامُ ، فعجّ الصفا
وأصبح - فوق الثرى - عقربا

ومات الهُيامُ صريعَ الخنا
وأضحى على أرضنا مُجدبا

وعربدَ - بين الأنام - الفنا
جَزاءَ الزنا ولِقاء الربا

وطاشتْ موازينُ مَن أعرضوا
تصابى الكهولُ ، ومات الصبا

وبنتٌ على وجهها شامة
وبين البرايا غدتْ كوكبا

تناغِي نعومة أظفارها
وإن لها - في الورى - مأربا

ووغدٌ تعقب خطواتها
يُراودها لتُرَى ثيّبا

يفوقُ الثمانين قيسُ الهوى
ويُمسي بما يَشتهي مُعجبا

له زوجتان ، ولا يكتفي
ولم يكُ بينهما مُغضبا

ألا قد كفاكَ ، فكن راشداً
فنجمُك - بين الأنام - خبا

رفاقك في القبر قد جُندلوا
ويأتيك أمرُ القضا مُعتبا

فأحسنْ ، ولا تكُ مستلئماً
يراك المليكُ ، فكن طيبا

وموتُك أمسى وشيك الصدى
فلا تكُ للعيش مُستعذبا

© 2024 - موقع الشعر