إلى رئيس التحرير - أحمد علي سليمان

لمْ يُداعبْ هذا الظهورُ خيالي
ليس مثلي مَن يحتفي بالتعالي

لستُ أسعى لنيل أي اشتهار
تلك دعوى ليست تدور ببالي

ما كتبتُ الأشعار أرجو امتداحاً
والمليكُ الرحمنُ يعلمُ حالي

لم أردْ – بالأشعار - دنيا ومالاً
إنما التقوى والهُدى رأسُ مالي

يا رئيسَ التحرير خابت ظنوني
في عقودٍ مُودّعات خوالي

قلتُ فيكم ما قد ندمتُ عليهِ
مِن عطير الأمداح والأقوال

وافترضتُ الخيرَ الذي لا يُبارى
ووصفتُ الكُتابَ بالأبطال

واشتريتُ الأعدادَ دون اكتراثٍ
لمْ أصرّحْ: سِعرُ المِجلة غالي

واطلعتُ مُستلهماً كل ذكرى
مستفيداً مِن طرح أيّ مقال

قانعاً بالأفكار تهدي الحيارى
دوّنتها أقلامُ أزكى الرجال

مستغلاً سِنيَ عمري ووقتي
وانطلاقاتي أحسنَ استغلال

واحترمتُ الآراء سطرتموها
بعد جهدٍ ، بدون أدنى ارتجال

واشتغلتُ بالنقد أدلي بدَلوي
مُسهماً - في إثرائكم - باشتغالي

مُؤثراً ما ناقشتمُ من قضايا
ترتقي بالشباب والأجيال

مُستجيباً للنصح إمّا نصحتم
كم بنصح يُجتث أعتى ضلال

واثقاً في أخلاقكم والسجايا
إذ لمستُ فيكم عظيمَ الخِلال

يا رئيسَ التحرير أرسلتُ شِعري
مُستبينَ الشارات عذبَ الوصال

ينصرُ الأقصى إذ رآه أسيراً
نافضاً عنه ربقة الإذلال

لم أغازلْ (ليلى) بشعري بتاتاً
خابَ شعرٌ يبكي على الأطلال

لم أنافقْ بالشعر أهلَ التدني
في سبيل ما عندهم من نوال

لم أداهنْ بالشعر أرضِي الطواغي
إنّ هذا عندي قرينُ الوَبال

يا رئيسَ التحرير جُدتَ بوعدٍ
أن شعري لم يُمْنَ بالإهمال

إنما دَورٌ سوف يأتي تِباعاً
مُنتهاه الإصدارُ بعدَ التالي

ثم طوعاً وافيتني باعتذار
دون تبرير ، فاستشاط انفعالي

صاح فاعلمْ أني عجبتُ لحال
بات بدعاً مِن أغلب الأحوال

والذي قد سطرته اليومَ أسمى
مِن وعودٍ حَلتْ كَفيّ الزوال

فانسَ أني أرسلتُ شعري إليكم
غلطة فاقت طاقتي واحتمالي

إن نشْر الديوان أهونُ عندي
يحتوي فِي أوراقه أعمالي

© 2024 - موقع الشعر