تحية أيها الكلب! (كلب دافع عن النبي عند هولاكو) - أحمد علي سليمان

يَحار العقل في أمر الذئابِ
يسبون النبي بلا احتسابِ

وكم رسموه في أخزى فعال
وما اعتبر الأراذل بالعقاب

وكم عابوا شريعته جهاراً
وبعدُ قد استهانوا بالكتاب

وكم نالوا من الإسلام حقداً
وغطوا الحق عمداً بالتراب

إلى أن ردّهم كلبٌ غيورٌ
فعَلّم جمعَهم فصلَ الخطاب

وأزجى الانتقام ، وقال فصلاً
فهل يرجو به حُسن الثواب؟

لذا خلع الحناجر - مستعيناً
برب الناس - من جوف الرقاب

فيا هذا الغيور لك التحايا
بشعر - في المفاخر - لا يُحابي

أفاخر بالكلاب ترد حقاً
وتقتحم الخبار ، بلا حِراب

وتُشهر الانتصار مِن الأعادي
وتعمل فيه كالأسْد الغِضاب

وبعدُ تلقّن الكفار درساً
عتيٌ صَعقه مثلُ الشهاب

وتُعْلمهم بأن الحق أسمى
وأن (محمداً) عالي الجناب

وأن النور يُودي بالدياجي
كضوء الشمس يُودي بالضباب

وأن الخير ماح كل شر
وأن الشر ماض للخراب

طغاة الأرض قد فطنوا لهذا
فأسلمتِ الألوف مِن الشباب

تجيبُ الكلبَ ، تحسبه صَدوقاً
وبارك ربنا فحوى الجواب

ألوفٌ أربعون غدوْا تقاة
ومنذ اليوم ما منهم كتابي

لأن الآية الكبرى احتوتهم
وهل تُغني القشورُ عن اللباب؟

فهل فقِهَ الدعاة اليوم هذا؟
فكفوا عن مجالدة السراب

فقالوا الحق ، تسمعه البرايا
بلا خوفٍ ولا أدنى ارتياب

وما انتحبوا على مجدٍ تليدٍ
وهل مجدٌ يعود بالانتحاب؟

وأهل السلم هل ركبوا المعالي؟
وهل طعنوا دياجير الصعاب؟

وهل ردوا لأهل الكفر صاعاً
من التهديد كالجمر المذاب؟

وإذ رَكنوا لدنياهم ، فهانوا
فهل فقِهوا المضاء من الكلاب؟

© 2024 - موقع الشعر