تجديد النحو أم تبديده؟ - أحمد علي سليمان

ضاق الفؤاد بقول مَن يتحذلقُ
بئس الذي فعلوا وبئس المنطقُ

والضاد تبرأ من مغالطة الغثا
مَن أثقلوها بالزيوف ، ولفقوا

لا خير في (التجديد) ، هذي خيبة
ولقد تولى كِبْرَها مستشرق

من خُبثه ودهائه وذكائه
ألقى الدعاوي ، والأعاربُ صدّقوا

ومضى يَعيبُ الضاد دون تحفظ
والناعقون على الكريمة أطبقوا

ويسوق من شبهاته ما يستحي
منه اللبيبُ المنصفُ المتحقق

ويكيل للضاد السباب مقنطراً
خاب الدعيُّ المستريبُ الأولق

وله أباطيلٌ تطيب لجاهل
ويُقيل عثرتها الظلومُ الأحمق

وله أراجيفٌ غزتْ سُفاءنا
وله شعاراتٌ ترُوجُ وتطلق

وله أحاج تستساغ وسطوة
هي زادُ مَن يهوى ومن يتملَق

يا قوم كيف جهلتمُ خطواته؟
أنسيتمُ الدهقان إذ يتفهيق؟

أنسيتم الهمجيّ يخدع من غفا
ويريدها حرباً تبيد وتحرق؟

لمَ تهجمون على الثوابت خلفه؟
إن الهجوم على الثوابت مَزلق

أوَ تحملون اليوم راياتِ العِدا
في كف كل راية أو بيرق؟

أتُحطمون النحو مَعقل ضادكم
وعليه منكم لم يجد من يُشفق؟

والنحو لم يأل الأشاوس منذراً
ومحذراً مِن كيد مَن يتحذلق

وأراه ليس بمُعتب مَن يفتري
فلسوف يفضحه الذي يستوثق

لمّا يكنْ نحوُ الأعارب عائقاً
بل كان شمساً - في الغياهب - تشرق

وأقام للأعراب ألفاظ اللغا
فلكل لفظٍ في التحدث رونق

فعمادُ هذي الضاد - صدقاً - نحوُها
مهما بغى – بالهزء - مَن يَستشرق

أذنابُ الاستعمار نالوا ضادنا
ولكل وغدٍ - في الكريهة - خندق

واللهَ نسأل أن يُخيّب سعيَهم
ليعيش نحوُ الضاد عِطراً يَعبق

© 2024 - موقع الشعر