أوشكتُ أن أبيع الإسلام بعشرة جنيهات - أحمد علي سليمان

بإسلامكَ - اليوم - نلتَ المُنى
وأوصلك السِلمُ أوْجَ الهنا

وحُزتَ - من الخير - أطيابه
وعَطرَ - ما أنت فيه - الدنا

وكم سرني ما عمدتَ له
سرورَ الفقير إذا ما اغتنى

وأبهجني اليوم ما حُزته
من الأجر ، صرتُ به موقنا

وكنتُ الأمين على منهجي
وقلبي – على همتي - برهنا

وهذا - من الله - ليس سوى
وبلغني جودُ ربي المُنى

هدى الله - بي - مَن سعدتُ به
ولم يكُ ما قد نوى هيّنا

نوى العبد إسلامه طيّعاً
بقلب - لدين الهُدى - أذعنا

ومَحّصني باختبار شدا
به القلبُ ، ثم له دندنا

جنيهاته العشرُ غازلنني
مُغازلة تفتنُ الديّنا

وساءلنني أن أبيع التقى
ليُزهر - لي في الحياة - الفنا

وراودني – في البلاء - الهوى
ولم يكُ كبحُ الهوى هيّنا

ولكن قلبي أبى كبوتي
وغربل ما كنتُ فيه أنا

وعدتُ لرشديَ مستغفراً
وقلبي – بنصر الهُدى - أيقنا

وأيقظني الله من زلةٍ
أرتني الظلام كمثل السنا

وآثرتُ ما عند ربي غداً
وخِفتُ - على النفس - أن تفتنا

وما بي لجاجٌ ، ولا حيرة
وبات الذي أنتوي أثمنا

عزائي الحلالُ ، سأحيا به
ففيه الكفاية ، بل والغنى

وإن الحرام سبيلُ الردى
وزرعُ الحرام خبيثُ الجنى

وأحرى بذي الحِل أن يستمي
على ذي الحرام ، وأن يأمنا

ومن يكُ - في عيشه - زاهداً
سيغدو الحلالُ – له - ممكنا

وتعساً لأهل الحرام الألى
تسربل عيشهمُ بالضنا

فمن كل مرتزق لاهث
خلاف الدراهم يُعلي البنا

يبيعُ الديانة مستغنياً
وفي درب أهل الهوى أمعنا

وأظهر – للناس - إسلامه
وحبَّ الطواغي الفتى أبطنا

ويُدخل ميّتهم جنة
وثَم يرى حَيّهم مُحسنا

ويشهد أن الألى فارقوا
ففي رحمة الله ، يا للثنا

وكال المديحَ لأحيائهم
ولم يرَ – في دينهم - مطعنا

قد استمرأ العيش في ظلهم
وبات التدني - له - ديدنا

يميناً برئتُ من المشتري
بتقواه دنيا غدت مَوطنا

© 2024 - موقع الشعر