انحدار! (طلقها فعادت للتبرج) - أحمد علي سليمان

تخلتْ على التقوى وحادت عن الهُدى
فأشمتتِ العُذال والعِيرَ والعِدا

ومالت إلى الأهواء في كل شأنها
ومدّت - إلى شيطان خيبتها - يدا

وحنت إلى ماضٍ تولى زمانه
حنينَ التي تستعذب الشوق والصدى

وعادت إلى ذكرى تَمرّق عهدها
تُرَجّع فحواها ، وتختصر المدى

تبعثِر - فوق الدرب - ما شاد بعلها
لتدْحر مجهوداً ، وتُذهبَه سُدى

وتنحدر الحمقاءُ ، تُزري بنفسها
وصِنوان ما تهوى: الغواية والردى

أللزوج كانت يا ترى صلواتها
فباتت بهذا الترك أهنا وأسعدا؟

أللزوح قد كان الحجاب تكلفاً
وجلبابُها كان للزوج أسودا؟

أللزوج كانت تستقيم تجمّلاً؟
ألم تستقم - بين البرايا - تعبدا؟

أللزوج صامت شهرها؟ يا لحمقها
ألم تكُ يوماً بالأدلة أرشدا؟

أللزوج قد كان التزامٌ وطاعة؟
وكيف ستلقى الله إن جُندلتْ غدا؟

ألا إن هذا الانحدار مدمرٌ
لأن لنا عند المهيمن موعدا

فتوبي إلى مولاكِ طوعاً ، وأحسني
وصوني كتاب الله والشرعَ والهُدى

ولا تلعبي بالنار كيلا تحَرّقي
وعيشِي لهذا الدين ، كُوني له الفدا

© 2024 - موقع الشعر