طلقها زيد وتزوجها عمرو لأنها عقيم - أحمد علي سليمان

كم قضايا الدليلُ فيها تبدّى
والسفيهُ بالرأي فيها استبدا

كم أردنا (عَمْراً) لأمر دهانا
وأراد الديان للأمر زيداً

نتمنى ، والأمنيات سرابٌ
والرضا - بالأقدار - أرجى وأجدى

نشتهي العيش ليس فيه ابتلاءٌ
والحياة كالبحر جزراً ومَدا

نرتجي النعمى دون بذل وسعْي
هل نعيمٌ ، والعبد لم يأل جهدا؟

نخطِب الحسنا دون مهر يوافي
ما عليه حَسنا من الحُسن أندى

كم غنِي بالمال أضحى تعيساً
مالُه بالأفراح والأنس أودى

وفقيرٍ عاش الحياة سعيداً
لم يكن يدري للسعادة حدا

هكذا الدنيا بالتناقض ملآى
كم يحار مَن ينقد العيش نقدا

إيهِ يا (هند) ، فيكِ حارت ظنوني
إذ سردتُ الأخبار بالشعر سردا

زادني الراوي مِن حكايات فضلى
فانفعلتُ ، وازددتُ حزناً ووَجدا

كم تحملتُ الظلمَ يُدْمي ويُشْقي
مِن حليل أعطى قليلاً وأكدى

ما اشتكيتُ إلا إلى الله حالاً
سُوءُه من فرط العذاب اشتدا

كم رماكِ - بالعقم - زوجٌ جهولٌ
في الذي قد رماكِ لم يؤت رشدا

إن هذا قضاء رب البرايا
خصَّ ربي - بالعقم والصبر - هندا

فتلقت هذا بشكر وحمدٍ
واحتساب يزْكي الثنا والحمدا

إن ربي لِما يشاء لطيفٌ
والجميعُ يوماً سيُحشر وفدا

حكمة المولى في عطاءٍ ومنع
قد يفيد - إذ يمنع الرزق - عبدا

إن يجُدْ بالأبناء ، هذا امتحان
ليرى المولى شكر لبْنى وسُعدى

أو يجُدْ بالبنات ، هذا اختبارٌ
أو يخصَّ ربي بالاثنين دَعدا

كل هذا - من المليك - ابتلاءٌ
ثم قد لا يبلي بالاثنين شهدا

لم يكن مولانا ليُسألَ عما
قد أتى ، والإنسان يُسأل فردا

والإله يا (هند) أغنى وأقنى
خاب مَن ظن أن لله نِدا

أبدلَ الفضلى إذ دعتْ في الدياجي
مِن مَرار فرحاً ويُمناً وودا

حيث جاء الحليل يرجو عقيماً
بعدما عانى من بنيه السهدا

جرعوه الآلام كأساً فكأساً
والكبير - من حمقه - يتحدى

والصغار - خلف الكبير - قطيعٌ
عاهدوه - خابوا - على الجَوْر عهدا

ثم كان العقوق منهم جميعاً
والقلوب اهتاجت سعيراً وحقدا

وإذا بالأم الكسيرة تمضي
بعد لأي ، والآن تسكن لحدا

أغضبوها ، لما أهانوا أباهم
وأبوهم منهم تبرأ عمدا

قال: إني مستأنسٌ بعروس
لا أريد منها - مدى الدهر - وُلدا

لا أريد الأولاد مصدر ذل
يملأون الحياة ضنكاً وصدا

إن (هنداً) - بالعقم - أغلى وأحلى
وأراني - والله - أحسنتُ قصدا

ما زهدتُ فيها ، ولا نلت منها
بل زهدتُ الأولاد منها زهدا

ربما عشتُ ما تبقى عزيزاً
أو تسنمتُ بالزواج المجدا

ربما أدركتُ التقى والمعالي
ربما في الأخرى دخلتُ الخلدا

ليس شيءٌ على المليك عزيزاً
رب زدني إذا تزوجت رفدا

© 2024 - موقع الشعر