الوقت كالسيف - أحمد علي سليمان

إنما الوقتُ كالحسام الماحي
فاغتنمهُ في غدوةٍ ورَواح

زهرة العمر في التماس المعالي
وبلوغ الآمال أسمى النجاح

والتزامُ الشرع المطهّر ذخرٌ
والهُدي والتقوى سبيلُ الفلاح

والتحلي بالصبر زادٌ وكَيْسٌ
واغتنامُ الأوقات بعضُ الكفاح

والغبيّ مَن يقتل العمر غدراً
ثم يزجي أعذاره ، ويُلاحي

ويقول: التقديرُ خان ظنوني
ورماني في حَمأة الأتراح

ويقول: جُهدي بذلتُ ، ولكنْ
بين قومي لم يحتفلْ بي طِماحي

ويقول: الأحداث أكبرُ مني
والبلاءُ الرهيبُ أدمى جراحي

ويقول: العُذال حولي استبدّوا
واستطالوا ما بين باغ ولاح

ويقول: لن أبلغ المجد وحدي
ما عَتادي؟ ما عُدّتي؟ ما سلاحي؟

ويقول: أيامُ عمري تمضّتْ
لم تُذِقني ترنيمة الأفراح

صاح هوّنْ عليك وانهضْ ، وجاهدْ
دونك العيش كالروابي الفِساح

واغتنمْ عمراً نصفه مات هزلاً
بين وهم وخيبةٍ واجتياج

لا تشمّتْ فيك الأعاديْ ، فتحيا
في شقاءٍ يُردي الهنا ، لا تلاحي

اكسر القيدَ ، وانطلقْ دون خوفٍ
وارجُ نصراً من ربك الفتاح

واهجر الوهم ، لا تسوّفْ بتاتاً
عُمرُنا بين الليل والإصباح

مثل سيفٍ عُمْرُ الفتى ، والليالي
تجتني ما قد مات من أرواح

فاتبعني ، واسمع نصيحة خِل
قمْ وأشعلْ ذبالة المصباح

وانطلقْ في هذي الدياجير فرداً
يَقهرُ الذل باليقين المتاح

واستعنْ بالله القدير ، وأحسنْ
وادعُ ، والهجْ بدمعك المِلحاح

© 2024 - موقع الشعر