المسمى الوظيفي واعظ الشركة - أحمد علي سليمان

فخرُ الدعاة - وربِّ الناس - منتصرُ
وإنني اليومَ – بالنبراس - أفتخرُ

لم يألُ جهداً ، ولم يتركْ مناسبة
إلا وكان له حشْدٌ ومؤتمر

ولم يقل: لقمتي ، أعيش أحرسُها
إني إليها - بكل الصدق - مفتقر

ولم يقل: رزق أولادي وعائلتي
والكل - في (الهند) - للأموال ينتظر

ولم يقل: إنني فردٌ ، وذي فِرَقٌ
ماذا سأصنع إن كادوا وإن مكروا؟

ولم يقل: حِيلتي - في القوم - واهية
وكم وعظتُ ، فما تابوا ولا اعتبروا

ولم يقل: أكرموني ، كيف أنقدُهم؟
وإن نقدتُ فحتماً سوف أعتذر

ولم يقل: كلهم يرجو مصاحبتي
فكيف أنكر شراً هم به اشتهروا؟

ولم يقلْ: تلك أحزابٌ موزعة
وكل حزب به - مِن أهله - زمر

ولم يقلْ: ربنا يهدي مَن انحرفوا
مني الدعاءُ وعندي الوِردُ والصدَر

ولم يقلْ: إنني بالعلم مرتزقٌ
والنهْي ما قد نهَوا والأمرُ ما أمروا

وإن رجعتُ إلى أهلي شقيتُ بهم
إذ كسْرُ فاقتهم لا ، ليس ينجبر

بل واجهَ الكل يدعو دونما خَوَر
ماذا يفيد اعتلاجُ النفس والخور؟

وجاء كلاً بما يهدي بصيرته
العقلُ هشّ له ، والسمعُ والبصر

وجادل الجمعَ بالحُسنى بدون هوىً
ولم يُزِغ قلبَه ضيقٌ ولا ضجر

وللنقاش براهينٌ تعضدُه
وصاحبُ الحق بالبرهان ينتصر

إن الأدلة - إن صحّت - تشعُ هُدىً
وكم يُسرّ بها ، ويَطرَبُ النظر

والعبقري الذي يزجي نصيحته
للآخرين بها الدروسُ والعِبَر

ولا يُقَنطهم مِن عفو خالقهم
لكنْ ببُشرى الرضا والتوب يبتشر

ولا يعيِّرهم بالذنب جندلهم
ولم تفدهم أحاديثٌ ولا نذر

ولا يضيقُ بهم ذرعاً فيحرجهم
لا ينفع الوعظ ، والمزاجُ معتكر

ولا يحَقرُهم ، أو يستهينُ بهم
إذ ليس - في قلبه - لؤمٌ ولا دَبَر

وإن (منتصراً) وفى لدعوته
وظل ينصحُ مَن يدعو ، ويصطبر

قومٌ بمال لهم عن ربهم شغِلوا
والمالُ في (البنك) موفورٌ ومُدخر

رجال أعمال ، الأرباحُ قِبلتُهم
شأن الكثيرين مِن ناس قد اتجروا

حتى أتى مَن دعا لله محتسباً
ولم تغيِّره أثمانٌ ولا أجَر

فبدّل الله أوضاعاً وأفئدة
والناسُ تسأل: ما الأحوالُ؟ ما الخبر؟

فأصبحوا لا تُرى إلا استقامتهم
وبالتمسّك بالإسلام قد جهروا

واستمسكوا بعُرَى التوحيد ، واعتدلوا
ومِن هواجس ما دانوا به طهُروا

وأخلصوا الدينَ للرحمن ، وارتقبوا
حسن الثواب ، وللديان كم شكروا

والله بارك - في الدنيا - تجارتهم
إن المهيمن فتاحٌ ومُقتدر

© 2024 - موقع الشعر