الرجولة والشجاعة - أحمد علي سليمان

يَعجز الشعرُ واليراعُ تماما
بل ، وتخبو الألفاظ لا تتسامى

عندما يأتي بابها البدرُ يوماً
يملأ الدارَ بالسجايا غراما

عندما يُزكِي الأمنيات عبيراً
ويُناغي – عبرَ المساء - سلاما

يعجز النظمُ والعَروضُ جميعاً
والقوافي – عند اللقا - كاليتامى

رجلٌ هز النفسَ حُباُ وفخراً
يستحق التكريم ، بل والوساما

مؤمنٌ بالله القدير ، ويكفي
يُكثر الذكر ، لا يني ، والصياما

بين كل الأصحاب كان مثالاً
قوله الفصلُ ، كان فيهم حُساما

ركبَ الصعبَ ، ثم في الغيب شئٌ
رفرف الغيبُ ، كان هذا حِماما

سينام الناسُ الذين يراهم
لكن الشهمُ مِن أسىً لن يناما

مَن يُداوي الجرحى يعاني جراحاً
وعذاباً – لا ينتهي - وظلاما

وصريعُ الموت الزؤام وحيدٌ
حوله مَن يبكي ومَن يتعامى

أيها المُمْسي في الدماء تصبّرْ
لا تحرّكْ فينا الجوى والضراما

نحن قومٌ - عند المصاب - فجعنا
صاحبُ النزع المشتكي لن يُضاما

فلماذا العُتبُ الأسيفُ؟ لماذا؟
ولماذا تجترّ فينا الكلاما؟

أنت نبراسٌ في ابتهاج أتانا
قد نفحت الأخلاق فينا غماما

فقت في الإيثار الفريد رجالاً
أمّة فاقت – في البرايا - فئاما

أيها السامي حارَ في الجود فكري
آية هذي ، كنت فيها إماما

حُبّك الفيّاضُ البرئُ نسيمٌ
إنه سُوق – بعدكم – لن يُقاما

إنه الحب - في الورى - يتجلى
بقريضي أمطتُ عنه اللثاما

قد أبنتُ الطهر الذي في صداهُ
عل شعري يُحيي القطيع النياما

يا ضميراً من عطره نتملى
لستُ أنسى ، أضحى عليّ حراما

ذلك الإيثارُ الذي لا يُبارى
يُعجز الإيثارُ الرفيعُ الطغاما

سوف يَمضي عند الأنام جميلٌ
إنه عند الله ، لا ، لن يُضاما

© 2024 - موقع الشعر