الرجولة الموءودة - أحمد علي سليمان

إنما نورُ المكرمات سبيلُ
والهُدى - بين المُكْرَمين - رسولُ

لكنِ الكيد المستريب طوانا
وعلى أشلاء الإخاء طلول

بيننا آبارٌ تؤجِّج ناراً
وعذاباتٌ في دُجاها الفلول

ونجوم الود الشريف تناءت
وأباد الإشراق فيها الأفول

وإخاءٌ – عبر الدُجُنّات - عانى
ثم أردى الأطياف فيه الذبول

ليت شعري ، كيف الرجولاتُ ماتت
ثم سادت - بين الأنام - الذيول

واستبيح العِرض الكريم غِلاباً
وعلا – بين الخلق – نذلٌ عميل

لا تسلني كيف الوداد تولى؟
لا تسلني ، إن الجواب يطول

لا تسلني ، أنسابنا لا تساوي
ودمانا – بين البرايا - تسيل

لا تسلني ، هذي الدماء ترابٌ
وإباءُ الأرواح فيها قتيل

لا تسلني عمّا كتبتُ بشعري
قد تناءى عني وعنك السبيل

لا تسلني ، كيف الأخوة زالت؟
ولماذا هذا الشقاء يطول؟

ولماذا بيني وبينك بُعدٌ؟
ولماذا الشكوى؟ وماذا الدليل؟

ولماذا لا نرتضي الوصل زاداً؟
ولماذا يُردي الإخاءَ عذول؟

قلتُ: كلا ، أنت الوئيدُ تمهّلْ
وجبانٌ – في المَكرُمات - رذيل

ومصابٌ بالخذل قلباً وعقلاً
ووضيعٌ في النائبات خذول

ولكم عانيتَ الرقاد طويلاً!
وشحيحٌ – في التضحيات - بخيل

أنت أخزى من قد عرفتُ ، وربي
وبطئٌ عند المصاب كسول

وعديم الأخلاق قولاً وفعلاً
وغليظ - عند الإباء - كليل

لم تكن يوماً مسلماً وحنيفاً
ثابتاً في أخذ الهُدى لا تميل

حيث لو أنت المُتقي ما ذللنا
لا ، ولم يَخمِش خافقينا العُجول

لم تكن تدري ما الرجولة حقاً
إنما أنت المستهين العليل

إنما لو كنت الكريم المُعَلى
لم يكن لي ذاك المقامُ الذليل

لم أكن – بين الخلق – يوماً مُهاناً
لم يكِدْ لي – بين البرايا - الدخيل

فادفن الأخلاقَ التي لم تصُنها
فعساني يحنو عليّ خليل

وعساني ألقى رجالاً بقومي
وعساني يطوي استيائي الرحيل

© 2024 - موقع الشعر