فأين المعالي؟ (التزلف عار على الرجولة) - أحمد علي سليمان

تا الله ما الأتراحُ كالأفراحِ
شتّان بين الليل والإصباح

إن الإخوة إن تمرق وصْلها
ليست تخاطب عالم الأرواح

وأخوة الأنذال عارٌ يُتقى
فمن الذي يئد الإخا ويُلاحي؟

أين المعالي في أخوة أرذل
متملق مستعطفٍ مِلحاح؟

إما أراد الشيء كافح دونه
أبئسْ بشر مُكافح وكِفاح

يتملق الأخ في تزلف مُعدِم
ويجدّ في التدشين والأمداح

ويسِحّ مُلتاعاً دموع مُضيّع
ويُضيف للآهات بعض نواح

حتى إذا نال الخسيسُ مُراده
أو حقّق المرذولُ بعض نجاح

نكِر الجميل ، وكاد للشهم الذي
يوماً أعان بهمةٍ وطِماح

ومضى يُباهي الناس بالخذل الذي
هو طبعُه ، يا ويح هذا اللاحي

ويقول: حققتُ المآربَ كلها
بالختل والتلفيق والإلحاح

إن الأخوة من صنيعكِ تستحي
يا لاعباً بالزيف شر سلاح

ولقد عرفتكَ بعد طول تربص
شتان بين الشهم والسفاح

نعم الوكيلُ اللهُ حسبي وحده
ولسوف يَشفي الله كل جراحي

© 2024 - موقع الشعر