الخنساء الشاعرة! - أحمد علي سليمان

شرفٌ تحدّرَ مِن شمائله الفِدا
وكرامة تزهو فتقتحم المَدى

وعقيدة في الله راسخة المَضا
ويقينُ مؤمنةٍ يواكبُه الصدى

وسنا احتساب لا وصول لأوْجهِ
وتعففٌ يُزجي لعزته الفدا

وتمسّكٌ بالحق دون ترهّل
وترقبٌ للنصر يَرهبُه العِدا

وتسلحٌ بالصبر عند مُصيبةٍ
وتجلدٌ لتهون غائلة الردى

خنساؤنا في الصبر مدرسة تُرى
خنساؤنا صنعتْ على عين الهُدى

دعتِ المليك ، تريد حسن ثوابه
ترجو الجنان لمن ثوى واستشهدا

بنتُ الشرَيْدِ لمن أصيبتْ قدوة
وبصبرها عند الشدائد يُقتدى

أبناؤها لم تبكهم كشقيقها
إذ قلبُها برسول مولاه اهتدى

فيم التسخط ، والجنانُ مآلهم؟
أمسى الشهيد بجنتيهِ مُخلدا

يا سعد مَن في الله جاد بروحه
فهوى على ساح الجهاد مُمَدّدا

وتضمّخ الجسدُ الزكيُ بكَلمهِ
وقتاله الكفارَ لم يذهبْ سُدى

في الوجه سيما الصالحين تَزينهُ
والسيفُ يحتضنُ الأنامل واليدا

يا رب ألحقنا بمثل رعيلهم
وامننْ برفقة مَن مضى منهم غدا

© 2024 - موقع الشعر