الجود يرفع صاحبه! (كاد وأخواتها) - أحمد علي سليمان

أنفقْ ، ولا تكُ كانزاً طمّاعا
فالكنز أوشك أن يكون صراعا

والحرصُ أقبحُ ما اكتسبت من الصُوى
كاد ادخارك أن يصير ضياعا

واخلولق الشحّ الذي تحيا له
والبخلُ أردأ ما عرفت طِباعا

فعساك تدرك مِن وصية مشفق
خبَرَ الحياة ، وفندَ الأوضاعا

إني شرعت بأن أبثك دُربتي
خوفاً عليك ، فإن شحّك ذاعا

وبدأتُ في سَرد الحقائق حِسبة
بأدلةٍ تستشرفُ الإقناعا

وطفقتُ أكثِرُ من عطير مَلامتي
حتى دَهى رأسي أذىً وصُداعا

وأخذتُ أنتخبُ الكلام ، لعلني
أجد الرفيق لنفحتي مُنصاعا

بشرافةٍ جعلتْ قصيدي حُجة
تُوليك - من زبد النصائح - باعا

ورموزها بدأتْ تشع مواعظاً
مهما مللت الوعظ والإشعاعا

وحرى اكتناز المال أن يُطوى غداً
وتعيش تعطي الأهلَ والأتباعا

وأراك أنشأت التعفف مذهباً
حتى تعالجَ بالعطا الأوجاعا

والعزمُ هَبّ يصحّحُ الخطأ الذي
دافعت عنه - على الدوام - دفاعا

© 2024 - موقع الشعر