سوفَ وأخواتها - حيدر محمود

كفى انتظاراً لسيف في غدٍ يصلُ
وراية بدم الغازي.. ستغتسل

و فارس سوف تأتينا به فرس
حيناً، وحيناً سيأتينا به جمل

من اربعين خريفاً والعيون على
كل الدروب.. ولما يظهر البطل

وكيف يظهر، والصحراء عاقرة
من ألف عام، وما في رملها امل

مات النخيل الذي فيها، فلا عذق
وجف ماء سواقيها.. فلا بلل

يكفي فلسطين ما لاقته من دجل
وما تلاقيه.. فليصدق ولو رجل

وليتق الله فيها اهلها، فلقد
تكفلت بالاعادي الأعين النجل

اما رأيتم صباياها، وصبيتها
كأنهم من سماوات العلا نزلوا..

كأن خولة في جلباب فاطمة
وابن الوليد له في غزة مثل

إنّا لنعلن انا وحدنا، وعلى
حجارة الارض بعد الله، نتكل

فيا جبال احملي صخراً، ولا تلدي
الا الاكفّ التي بالحقد تشتعل

وبالكراهية المرهوب جانبها
بكل من هان، أو من خان تشتغل

وما سوى الموت يخشى.. وهو منقذنا
من الهوان الذي ما عاد يحتمل

وليغضبوا كيف شاؤوا من تطرّفنا
فقد تساوى لدينا الفوز والفشل

© 2024 - موقع الشعر