الأمل الكئيب - أحمد علي سليمان

إذا الحق يوماً علته الخطوبْ
فثقْ أنه سوف يغدو المهيبْ

وإن الحنيفة لا تختفي
فقط يعتريها سرابُ الشحوب

يعز عليها بكاءُ الهُدى
ويقسو عليها انفعالُ القلوب

حنيفتنا في قراطيسها
ويفهم - ماذا أقول - اللبيب

وحبرُ الحنيفة في سِفرهِ
ويذبحها في العَيان الرقيب

وحامي الحنيفة أمسى لها
خؤوناً أكولاً فظيعَ النيوب

وطال على الحق هذا الكرى
وتلفحه في الأنام الخطوب

وأسأل أين العدالة مِن
عذاب يُغشّي الحياة عصيب؟

وأين النماءُ؟ وأين الرخاء؟
وقد عرقل الحق قحط جديب

وعانى الإخاءُ ، وعانى الإبا
فأين الرجال لتلك الخطوب؟

حنانيكَ يا أملاً في النهى
ورفقاً بقلب أسيفٍ أريب

وإن يراعي براه الأسى
وأوغلتِ الشمسُ فيه الغروب

قد اشحوحبَ الأملُ المُرتجى
وطالت على القلب أعتى كروب

ويقطع في الروح أن لا أخٌ
لطيفُ العزاء أنيسٌ رَبيب

يذود عن المرء في محنةٍ
وإن بعُد الأهلُ كان القريب

يعيدُ إلى القلب عهد الصبا
ويطرح هزل الحياة الرتيب

يحِن الفؤاد لإقباله
وإن مرض القلب كان الطبيب

حليمٌ إذا القلب يوماً شكى
وإن ملتِ النفسُ كان الحبيب

وحتى يَحينَ به الملتقى
إليه سلامُ الفؤاد العطيب

ومهما تعالى صياحُ الشقا
وزالت ندوبٌ ، وجدَّت ندوب

سيغلب حق السماء الدنا
وينتصر المؤمن المستجيب

وإني إذا ضاق أمري فلي
برب السماء رجاً لا يخيب

سينتصر الخير ، كن واثقاً
أيا صادقاً في الجميع الكَذوب

ومهما علا باطل في الدنا
وأغرق بالموبقات الدروب

فيوماً سيُمحى ، فكن موقناً
بنصر الإله القريب المجيب

© 2024 - موقع الشعر