مَلِلْتُ مِنَ الأَمَلْ - مصطفى ابراهيم

أَمّا العِراقُ فَوافَتْهُ المَنيّةُ في حالٍ مِنَ المَزَقِ
لَمْ يَبْقَ فيهِ مِن الأعرابِ غيرُ أنا،
وأنا قد طِحْتُ مِن أَرَقي.
كيفَ للجَفن أنْ يَغمَضَّ بَعْدُ وقَد
أَضحى الوَضيعُ فيهِ بديلَ الفاضلِ اللَّبِقِ
يَسودُ فيهِ الآن صِنْفُ أُناسٍ
 الى غَيْرهِ أبداً رَبّاهُ لَمْ يَسُقِ
سُحقاً لها مِن خِسّةٍ عَلَّها نامَت ولم تَفُقِ
والفارسيّة صارَت رَمزَ دوْلَتِنا
ولسانُنا العربيُّ باتَ حبيسَ الخوْفِ والقَلَقِ
و"اللهُ أكبرَ" في أَعلامِنا بَقيَتْ
لَكِنَّ جوْهرها قد أبدلوهُ بِكَمٍّ
من الإرهابِ والفُسْقِ.
أَهَلِ استقرَّت لهذي الأرضِ قِسْمَتُها
وكان مفعولاً فيها أمرُ الله
 أَنْ تُجْتَثّْ وتَحتَرِقِ؟
أوَدُّ حَبلَ رجاءٍ به أنصاعُ مُعتَصِماً
لكنَّني الآنَ لَستُ أَلفي أيَّ ضوْءٍ
أو بصيصَ شُعاعٍ
آخِرَ النَّفَقِ...
© 2024 - موقع الشعر