اكتشاف الخليل - لم يخترع الخليل الأوزان - أحمد علي سليمان

شاد الخليلُ - من الأشعار - أوزانا
وكان رائدُه - في الصنع - قرآنا

لم يخترعْها ، ولكنْ كان مُكتشفاً
أمسى الذكاء - لهذا الفذ - عنوانا

لمّا رأى الضاد مثل البحر زاخرة
رمى الشباك ، وصاد الشهم مَرجانا

وفي تصوره ماد القريضُ هوىً
ومدّ كفاً - ببذل الشكر - عِرفانا

حتى وجدنا بحور الشعر ضاحكة
تزجي الحبور ، لمن يريد برهانا

أما الخليل فقد أهدى مباحثه
وخط – للشعر - أشراطاً وميزانا

ومهّد الدرب – للباغين - تبصرة
ومن يروْن - لنسج الشعر - حُسبانا

حتى إذا نقش الشُعرا قصائدهم
حاز الخليلُ - من الأجور - قربانا

كذا القريض مدينٌ للخليل ، وما
أدى ، وقد يُثقَل المدينُ أحيانا

تدارك (الأخفشُ) الخليلَ محتملاً
لومُ النحاة ، وقد أتم نقصانا

لأنه اكتشف (الحديث) مختبئاً
بذا أتم - لشعر العُرْب - بنيانا

إن العَروض من القريض سُؤدَدهُ
لعلمه أصبحا – والله - صِنوانا

وليس شعر بلا وزن وقافيةٍ
كيلا نخرّب أذواقاً وأذهانا

تفعيلة الشعر قد ضاق القريض بها
(وشعر تفعيلة) الجُهّال أخزانا

كفي هُراءً وتغريباً وحَذلقة
يا قومَنا أتقنوا القريضَ إتقانا

© 2024 - موقع الشعر