اكتشاف الفجر

لـ محمد الاسدي، ، في غير مُحدد، 552

اكتشاف الفجر - محمد الاسدي

مع الفجرِ
 
يحمل شكلَ رؤاكْ
 
وحيث معانيكَ كالضوءِ
 
يعبر أخيلةَ الحبّ
 
أصغيْتُ: ...
 
وقع خطاك ْ
 
من بعيدٍ
 
تدوس على يابس العشبِ
 
أرخيتُ عَيْنيّ
 
أكتشفُ الكلماتْ
 
فاجأتني ملامح وجهكَ
 
إشراقة
 
تنطوي خلفها
 
واحةٌ من إباْءْ
 
أيمكن أن يحتوي كلّ معناكَ
 
حرفٌ وشيءٌ من المفرداتْ
 
وملامح وجهكَ
 
سيل من الكبرياءْ
 
 
 
فاصلة:
 
رأيتُ في عينيهِ أحلاماً
 
بطهرها توضَّأ النهرُ
 
رأيتُ في كفَّيْهِ أقماراً
 
يسيل ُمنها الحبُّ والبِِشْرُ
 
رأيته في الليلِ تسبيحاً
 
يذوب في محرابه الذكْرُ
 
لخطوهِ همس وأصداء ٌ
 
يسجد عند حرفها الشعرُ
 
ودّعنا فجرا على ذمّة الرحيلِ
 
ثمّ انطفأَ العمرُ
 
* * *
 
ملامح وجهكَ سيل من الكبرياءْ
 
وعيناكَ.. عيناكَ نافذتانِ
 
تمرّ خلالهما حزمتانِ
 
من الضوءِ
 
يلمسُ وجه الزمانِ
 
* * *
 
بلى كان خطوكَ
 
يعبرُ دون ضجيجٍ
 
ويطوي المسافة ْ
 
وهمسكَ يخترقُ الصمتَ
 
يصنع ما ظنَّهُ الآخرونَ
 
خرافة ْ
 
لقد كنت تؤوي إلى مقلتيكَ
 
رؤى الصادقينَ
 
وعزماً ورثتَ به الأنبياء ؛
 
فما أنت نوح ولكنَّما
 
غاضَ طوفانهُ فاحتوته يداكْ
 
وما أنت يوسف لكنَّما
 
كانت الشمس تسجد بين خطاكْ
 
وما أنت موسى ولكنَّما
 
عرش فرعون تلقفه بعصاك ْ
 
وما أنت عيسى ولكنَّما
 
كنت تحيي وتبرئ
 
من تمتماتٍ تضيءُ بها شفتاكْ
 
وما أنت أحمد لكنَّما
 
جئتَ تبعدنا عن شفير الهلاكْ
 
فأيّ مدىً ينطوي في رؤاكْ
 
وعيناك كلّ معاني الضياءْ
 
يمرّ برمشيْهما
 
وملامح وجهك سيل من الكبرياءْ
 
 
 
 
1999م
© 2024 - موقع الشعر