أسلِموا إذن! - أحمد علي سليمان

يُحَيِّرني اليوم أهل الريَبْ
فتعساً لأهل الريا والكذبْ

يُغطون بالمدح أهواءهم
ففي كل عام مئاتُ الكتب

ولا يَرعون لمَا قد حوتْ
كتاباتُهم من رؤىً أو أدب

يرَون الحقائقَ ملء الدنا
وللحق - رغم الطغاة - الغلب

وكلٌّ له - في الوغى - حربة
كفارس حق كمِيٍّ ضَرِب

يَذودون عن دين رب السما
وكلٌّ بتضليله يختضب

ويثبتُ للناس ما يدّعى
وإنْ حصحص الحق ألقى الحُجُب

يخطُّ المقالات يُثني على
هُدىً ليس - قط - له ينتسب

ويثني على الحق في همّةٍ
وليس يُطبق أو يقترب

بضاعتُه المدحُ في عالم
عن الحق أقسم أن يغترب

ألا أيها المادحون كفى
عليكم بأن تفعلوا ما يجب

وشكراً لإطرائكم ديننا
على أنه قد أثار الرِّيب

ولو قد صدقتكم إذن أسلموا
لقد يُصبح الصدق أرجى سبب

شهدتُم بحق ، لذا آمنوا
لتثمر أمداحُكم والخُطب

عسى الله أن تُعمِلوا فِكركم
فتركُ الأباطيل أغلى القُرَب

وتقوى المليك دواءُ الهوى
وبالسلم تذهب كل الكُرب

وربي النصير لمن آمنوا
فيا سعد من عنده يحتسب!

وديني يَجُبُّ الذي قبله
ويمحو الأسى والضنا والنوب

ففيم الترددُ يا قومنا
وهل يُكتفى بالثنا عن كثب؟

فإما اتباعٌ يَزين الثنا
وإما محايدةٌ تُستحَب

© 2024 - موقع الشعر