من أجل زوجي - ضحت فكافأها الله! - أحمد علي سليمان

دَعَوْنا اللهَ ، واللهُ استجابا
وحقق ربنا المِننَ الرغابا

وزوّجَنا المليكُ على اتفاق
بأن نحيا على الشرع احتسابا

وعشنا في بُلهنية وحُب
وقدّمنا الودادَ المُستطابا

وكان الوصل مَنقبة وسمتاً
وودعنا الخصومة والعذابا

وتُقنا للبنين تسر زوجي
عليهم أنّ وانتحب انتحابا

ونغص عيشنا الأهلون حتى
غدا توبيخ بعضهمُ عقابا

ولامونا ، وزادوا في التجني
وكانوا الشتم يوجع والسبابا

وبعض الشامتين بَغَوْا علينا
وراموا سِلم أسرتنا سرابا

وبعض الحاقدين لهم عواءٌ
على بيتي ، فهل صاروا ذئابا؟

وبعضُ الحاسدين لهم نباحٌ
يؤَذينا ، فهل باتوا كلابا؟

وبعض الحاقدين لهم عزيفٌ
يُحيل عمار دارتنا خرابا

وأسأل: ما جنيتُ أنا وزوجي
لتضطرب الحياة بنا اضطرابا؟

وتلك مشيئة المولى تعالى
دعوْنا والمهيمن ما استجابا

ونرضى بالذي يقضي علينا
وإن يكُ ما قضى المولى مُصابا

وليس الله يُسأل عن فِعال
ومَن يسأله ضل هوىً ، وخابا

وقال الأهل: نفحصُ كي نداوَى
وندرك – بالمعاينة - المُعابا

ونستفتي الطبيب بلا حياءٍ
ليُحْريَ – بعد تحليل - جوابا

فإذ بالزوج واأسفى عقيمٌ
وكان عليّ أن أرد الصعابا

وأحمل فوق رأسي كل هُون
وآخذ ما أواجهه غِلابا

وأدرس كل أمر بادّكار
وأنتخب التعابير انتخابا

وأرفع - عن حليلي - كل عبءٍ
وعنه أصد في البأس الحِرابا

فناشدتُ الطبيب يكون عوني
وعني يُشْهرُ القول الكِذابا

فوافق بعد لأي واجتهادٍ
وكاد يصدّني لمّا تغابى

فجاوزتُ الطبيب إلى بُييتي
هنالك طالع الزوج الكتابا

فقال: نعيشُ تحدونا الأمالي
ونستملي أمانينا العِذابا

ونجأرُ للمهيمن في التياع
ونرتجل الدعاء المستجابا

وإنْ لم نرزقِ الأولاد يوماً
فهل نلقي على القدَر العِتابا؟

معاذ الله أن نحيا كِفاراً
تَديُننا نرجّعه ارتيابا

فلا تَهني ، ولا تأسَيْ ، وكُوني
على ثقةٍ لكي تجني الثوابا

فقلتُ له: تزوجْ ، قال: كلا
لقد أمسى تصبّرنا الصوابا

ولكنْ أهله انطلقوا سِراعاً
إلى إنسانةٍ تُدعى زنابى

وأغرَوْها بما تصبو إليه
سواءً كان مالاً أو ثيابا

وجاؤوا للحليل ، فأقنعوهُ
بأن زواجه يُحْيي الشبابا

فسلمَ للأقارب مستكيناً
ودفّ زواجه الثاني ، وطابا

وعامٌ مرّ لم يُرزقْ بأنثى
ولا بابن – عن البيتين - غابا

وطلقني لترضى الزوج عنه
فعانى القلبُ في البلوى اكتئابا

فزوجني المليك بخير زوج
أزال هموم تائهةٍ صِلابا

وأغناني ، وعوضني إلهي
وباتت قِصتي عَجباُ عُجابا

وأنتظر الوليد بفضل ربي
وأطرُق للرضا والعفو بابا

وأرسل رسْله زوجٌ عقيمٌ
يقدّم الاعتذار المستطابا

فقد سبر الحقائق سافراتٍ
من (الدكتور) فاختصر الجوابا

يريد العفو معترفاً بذنب
جناه ، ويرتجي منه المتابا

ويطلب أن يكافئني لحرصي
عليه ، فإنه – للرشد - آبا

فقلت: عفوتُ من عام ونصفٍ
ومِن رب الورى أرجو الثوابا

وأما عن مكافأتي فعذراً
وأخشى أن أؤاخذ ، أو أعابا

أنا امرأة ، ولي زوج وبيت
وأقرأ سُنتي ، وكذا الكتابا

ولا أغشى الحرام يهدّ بيتي
ويورثه الهزيمة والخرابا

هديتكم ستشعل شك زوجي
وتنقلب الحياة – له - انقلابا

ألا اتصلوا به ولسوف يرضى
سأسأله ، وظني أن أجابا

سآخذ موعداً تأتون ضيفاً
وأحضر قد تلفعتُ الحجابا

ويُكْرم ضيفه زوجي جزيلاً
ويُهديه الوليمة والشرابا

وجاء الكل ، وانعقد التلاقي
وما شهد السرور لهم غيابا

وأهدى الضيف إطراءً مَشوقاً
عليّ ، وزادني مدحاً وحابيّ

وأهداني – أمام الكل – فيلا
وتشتمل الملاحق والرحابا

وزوجي سُر بالخير احتوانا
وصرنا بعد فرقتنا صحابا

فقلت: ابني يُسمى باسم شهم
تفضل محسناً وحبا احتسابا

وزوجي لم يعارضْ أو يجادلْ
ورغم سُعار غيرته أجابا

ولبى مطلبي حُراً أبياً
عزيز النفس محترماً مُهابا

وبتنا - بعد فقر - أغنياءً
نجود على المساكين انتيابا

ونحمد ربنا المولى تعالى
على تحقيقه المنن الرغابا

© 2024 - موقع الشعر