بَرَقُ المَشيبِ قَد أَضا - صفي الدين الحلي

بَرَقُ المَشيبِ قَد أَضا
بِعارِضٍ مِثلِ الأَضا

يُشَبَّهُ اِشتِعالُهُ
بِالنارِ في جَذلِ الغَضا

وَواصَلَت قَلبي الهُمو
مُ فَجَفا جَفنِيَ الكَرى

وَاِتَّخَذَ التَسهيدُ عَي
ني مَألَفاً لَمّا جَفا

وَكُنتُ ذا بَأسٍ فَمُذ
عانَدَني صَرفُ القَضا

رَضيتُ قَسراً وَعَلى ال
قَسرِ رِضى مَن كانَ ذا

لي أُسوَةٌ بِاِبنِ الزُبَي
رِ إِذ أَبى حَملَ الأَذى

وَاِبنِ الأَشَجِّ القَيلِ سا
قَ نَفسَهُ إِلى الرَدى

وَهَكَذا جَدَّ أَبو ال
خَيرِ لِإِدراكِ المُنى

وَقَد سَما قَبلي يَزي
دُ طالِباً شَأوَ العُلى

وَقَد رَمى عَمرٌو بِسَه
مِ كَيدِهِ قَلبَ العُلى

وَسَيفٌ اِستَعلَت بِهِ
هِمَّتُهُ حَتّى رَمى

أَقسَمتُ لا أَنفَكُّ أَس
مو طالِباً حُسنَ الثَنا

أَلِيَّةٌ بِاليَعمَلا
تِ تَرتَمي بِها النَجا

لَأَجعَلَنَّ مَعقِلي
مُطَهَّماً صُلبَ المَطا

يَرضَخُ في البيدِ الحَصى
وَإِن رَمى إِلى الرُبى

يَكابِرُ السَمعُ اللَحا
ظَ إِثرَهُ إِذا جَرى

إِذا اِجتَهَدتُ نَظَراً
في إِثرِهِ قُلتُ سَنا

جادَ بِهِ اِبنُ المَلِكِ ال
مَنصورِ مَنصورِ اللَوا

هُما اللَذانِ عَمَّرا
لي جانِباً مِنَ الرَجا

فَقُلتُ لَمّا أَثقَلا
ظَهري بِأَعباءِ النَدى

نَفسي الفِداءُ لِأَمي
رَيَّ وَمَن تَحتَ السَما

كَأَنَّما جودُهُما
مُجَلجِلٌ مِنَ الحِبا

إِذا وَنَت رُعودُهُ
عَنَّت لَهُ ريحُ الصَبا

فَطَبَّقَ الأَرضينَ حَت
تى بَلَغَ السَيلُ الزُبى

كَأَنَّما البَيداءُ غِب
بَ صَوتِهِ بَحرٌ طَما

يَلومُني في البُعدِ عَن
حِماهُما خِلٌّ لَحى

وَاللَومُ لِلحُرِّ مُقي
مٌ رادِعٌ وَالبُعدُ لا

فَسَوفَ يَعتادُهُما
مِنّي اِمرُؤٌ مَحضُ الوَلا

يَجوبُ جَوزاءَ الفَلا
مُحتَقِراً هَولَ الدُجى

قَد نِلتُ في رَبعِهِما
مِنَ النَعيمِ ما كَفى

فَإِن أَعِش صاحَبتُ دَه
ري عالِماً بِما اِنطَوى

وَإِن أَمُت فَكُلُّ شَي
ءٍ بَلَغَ الحَدَّ اِنتَهى

© 2024 - موقع الشعر