جَناحُ الطَّرْف(1)

لـ محمد عبد الحفيظ القصّاب، ، في الملاحم، 18، آخر تحديث

جَناحُ الطَّرْف(1) - محمد عبد الحفيظ القصّاب

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
اللهم افتح لنا فتحًا مُبينا
----------
 
جَناحُ الطَّرْف(1)
----------
1-يا ساكِنَ الطَّرْفِ لا تَنْأَى ولا تَقِفُ!
دَعْنِي أُرِيْحُ جَناحَ الطَّرْفِ أَعْتَرِفُ
 
2-زِحْ لِلْيَمِيْنِ قَلِيْلاً فالشِّمالُ شَكا
مِنْ وَمْضَةِ العَيْنِ والأَوْراقُ تَخْتَرِفُ
 
3-أَرِحْ رِياشَ حَمامِ النَّارِ فَهْيَ هُدًى
تَحَجَّلَتْ مِنْ بَرِيْدِ النُّوْرِ تَرْتَصِفُ
 
4-تَخَلَّقَتْ بالمَدَى مِنْ خَلْفِ ساتِرَةٍ
فَسَجَّنَتْها عُيُوْنَ الغَيْبِ تَنْكَشِفُ
 
5-كَيْفَ المَشاعِرُ مِنْ حِبْرٍ ومِنْ وَرَقٍ؟
كيفَ التَّواصُلُ والإنْسانُ يَنْصَرِفُ؟
 
6-يا ساكِنَ الطَّرْفِ عَيْنِي لا تَرَى أَمَدًا
كالبَحْرِ تَجْتاحُنِي والمَوْجُ يَغْتَرِفُ
 
7-هلْ ماؤهُ سِرُّنا؟ أم سِرُّنا نُزَفٌ؟
نَحْيا بِها رَغَبًا والرَّهْبَ ما نُزِفُوا!
 
8-إنْ كُنْتُ أَحْزَنُ هَلْ في الدَّمْعِ مِنْ شَبَهٍ
أَمْ كُنْتُ أَفْرَحُ هَلْ للزَّهْرِ أَقْتَطِفُ؟
 
9-والدَّمْعُ والزَّهْرُ في حُزْنٍ وفي فَرَحٍ!
كَمْ حَيَّرَتْنا فُرُوْعُ الحِسِّ تَنْتَصِفُ!
 
10-يا ساكِنَ الطَّرْفِ دَعْنِي كَيْ أَرَى بَصَرًا
إلَّاكَ لا بَصَرٌ في مُقْلَتِي يَقِفُ!
 
11-دَعْنِي أَرَى غَيْرَ سُكْناكَ التي خَفَقَتْ
إِلَيْهِ أَجْنِحَتِي فالكَوْنُ منْخَسِفُ
 
12-جَعَلْتَنِي كالغَرِيْبِ الكُلُّ يُنْكِرُنِي
وأنْكِرُ الكُلَّ فِيْكَ الطَّرْفُ مُعْتَكِفُ
 
13-ومَنْبَتُ الرِّيْشِ تَحْتَ الرَّعْشِ يَرْمِشُنِي
يا ساكِنَ العَيْنِ إِنَّ العَيْنَ تَرْتَجِفُ
 
14-فَلَوْنُكَ الزَّهْرُ لا عِطْرٌ سِواكَ شَذًا
مَلَكْتَ شَمِّيْ وعَيْنِي كَيِفَ أنْصَرِفُ؟
 
15-مَلَكْتَ سَمْعِي فَلَمْ يُنْصِتْ سِواهُ صَدًى
يا ساكِنِي ظُلْمَةً قُلْ كَيْفَ أَنْحَرِفُ؟
 
16-دَعْنِي أُعانِقُ أَجْسادًا تَذُوْبُ نَدًى
دَعْنِي أُقارِبُ أَشْباحًا وأَقْتَرِفُ
 
17-دَعْنِي أُلامِسُ شَعْرَ اللَّيْلِ في خَجَلٍ
كَيْما يَرانِي صَباحٌ لَيْسَ يَنْكَسِفُ
 
18-دَعْنِي أُجارِي أَنِيْنَ الحُلْمِ في أَرَقٍ
تَحْتَ الجُفُوْنِ فَصَوْتُ الحُبِّ يَلْتَهِفُ
 
19-يا ساكِنَ الجَسَدِ المَسْمُوْمِ أَتْعَبَنِي
تِرْياقُكَ السُّمُّ يُبْقِيْنِي كَما التَّلِفُ
 
20-خَلْفَ الجِدارِ حَياةٌ لا تُصافِحُنِي
يَدِي حُطامٌ بُعَيْدَ الجِسْمِ تَنْتَسِفُ
 
21-هَلْ في اعْتِقالِي حَياةٌ دُوْنَها أَمَلِي؟
ما دُمْتَ يا أَمَلِي لِلْعَيْنِ تَسْتَلِفُ!
 
---------------
جديد..(21)البسيط
محمد عبد الحفيظ القصاب
صيدا-لبنان-10-3-2022
© 2024 - موقع الشعر