وسمتِ بوصفك قلبي - محفوظ فرج

أيا مَنْ بماضٍ وفي حاضرِ
تدورُ بخُلْدي وفي ضامِري

تَمرُّ السنونُ ونأيُكَ لمْ
يُغيِّبْكِ عَنّي وعَنْ خاطرِي

يُنازِعُني طَيْفُكِ الأريَحِيُّ
وفي حُسنِهِ يرتوي ناظرِي

فأصبحتُ والشوقُ قد هَدَّني
رهينَ الأسى والكرى هاجِري

كأنَّكِ ما زلْتِ في جانبي
أحدِّقُ في وجهِكِ الساحِرِ

يُداعِبُ رمْشُكِ في رقصِهِ
بِجُرحٍ على خَدِّكِ الزاهرِ

وأنفاسُكِ الوردُ في روضِنا
يُذكِّرُني بالشذى العاطرِ

أفَتِّشُ في أوجهِ الفاتناتِ
لأَظفرَ في مَلمَحٍ نادرِ

به سحنةٌ منكِ بينَ العيون
فأرجعُ كالخائبِ الخاسرِ

ففي مندلي قد خَبِرتُ الحسانَ
يُذَكِّرْنَ في لَحْظكِ الفاترِ

يُجَدِّدُ حُبُّكِ ما راقَ لي
لألهَمَ من حُسْنِك الآسرِ

وَسمْتِ بوَصفِك قلبي وَرو
حِي بمَيْسمِكِ الفاتنِ الآمرِ

يؤَنَّبُني أنْ هَفا خافقي
لِظبيٍ فلاً شاردٍ نافرِ

يقولِ الصديقاتُ والاصدقاء
هنيئاً لها بهوى الشاعرِ

أبغداد يا قبلة الناشدين
إلى العلمِ والسائلِ العابرِ

فما مرَّ طارقُ إلا أجدتِ
بكأسِ المحبَّةِ للزائرِ

إذا جارَ خطبٌ عليكِ وَشَوْ
وَهَ فيكِ السلامُ بلا زاجرِ

فَطبعُكِ لا تَجرأُ العادياتُ
على طَمْسِ جوهرِهِ الغائرِ

وإنْ كنتُ أمضَيتُ ستَّ سنين
فما عاشَ إلا بها طائري

أعزُّ مقاماً لعِلمٍ تَجمَّعَ
أوَّلَ عهدٍ وفي آخرِ

ترامى الهوى بيَ في مَعهدٍ
وَسَوْرتُهُ في دمي الفائرِ

فأجنَحُ ولهانَ سرّاً إليكِ
وفكري على الدرسِ في الظاهرِ

وإمّا خَرجنا إلى راحةٍ
وقفتُ أباريكِ كالحائرِ

تبَرِّحُني بسْمةٌ مشتهاةٌ
تبيحُ دمي دونما ناصرِ

مضى البكالوريوس في سَطْوةٍ
لعينيكِ مِنْ حَورٍ جائرِ

ولمْ أكُ آسفُ عَمّا مَضى
لأنَّكِ مَنهليَ الشاعري

فياربِّ صُنْها بِعِزِّكَ مِنْ
عواقبَ في عثرةِ العاثرِ

تروحُ الخطوبُ وتغدو علينا
وليسَ على الأرضِ من غافرِ

سوى رحمةٍ اللهِ بين الوجودِ
رجاءً لمستضعفٍ صابرِ

د. محفوظ فرج
© 2024 - موقع الشعر