أمنيتي أن ألقاك - محفوظ فرج

اليومَ توالى الغيثُ
وشعرتُ بقوسِ قزحٍ يُلقيني
تحتَ تحتَ صنوبرةٍ
في الجبلِ الأخضرِ
معي عَزَّةُ
قالتْ : (قوريني) عينُ الماءِ حَباها اللهُ
الخيرَ على طولِ الأز مان
قلتُ : حبيبةَ روحي
وأنا إنْ كنتُ وراءَ محيطاتِ العالمِ غرباً
ومكانُكِ أقصى الشرقِ
أمنيتي أن ألقاكِ
على هذي الأرض
لا يخلبُ لُبّي حسنُكِ
إلّا في الفسحةِ مابينَ
القِمّةِ والسفحِ النازلِ في سوسة
يسْتَهْويني أنْ نبقى
نَتَنَسَّمُ عبقَ الطينِ الأفريقيٍّ
إلى أن نتَماهى
تحتَ جذورِ شُجَيْرةِ لوزٍ
تقتاتُ مَفاصلَنا
لا تكتملُ القُبَلُ إلّا حينَ تُقَبِّلُ
وجهينا قطراتُ الماءِ
لا تَكتَمِلُ الغفوةُ إلّا حينَ تمازجُ
أنفاسَكِ أزهارُ الرَّنْدِ المتساقطِ
حولَ كَتِفينا
لا أعرفُ معنىً للفَرَحِ
لولا أنَّ خيالي يَجْعَلُني
أتَصَوَّرُ أنَّكِ قُرْبي رغمَ غيابِك
صبحاً
في دربي الذاهبِ
في مُنعَطَفاتِ الجبلِ
حتى أبلغَ سوسةَ
قالتْ : لولا فيضُ الالهامِ
المُتَدَفِّقِ من نبعِ أبولو
ما سَطَّرَ ( كالماتشس)أحلى الأشعار
ولا ظَلَّتْ روحَانا كفراشاتِ تَتَنقَّلُ
ولولا المتعةُ في سحرِ طبيعةِ برقةَ
أرضاً
ومناخاً
ونباتاً
ونساءً كالحورِ
ما اسْتَمسَكَ (إرستيب )
بفلسفةِ تربطُ كلَّ معارفِهِ
باللذة
 
د. محفوظ فرج
© 2024 - موقع الشعر