مضى صالح

لـ محفوظ فرج، ، في الرثاء

مضى صالح - محفوظ فرج

مضى صالحٌ والصالحاتُ له سرتْ
بكلِّ فجاجٍ ضوَّعتْ طيبَها عِطْرا

تَغَلْغَلَ حبُّ الخيرِ في عمقِ قلبِهِ
ومنهُ تَبدّى فوقَ شحاتَ بالبُشرى

وصانَ لها عهدَ الوفاءِ مُوَثِّقاً
لها القولَ والأفعالَ إذ قَدَّمتْ فِكرا

أمينٌ على تاريخِها مُتَتَبعٌ
لإرثِ مَبانٍ أو نباتٍ نما عُمرا

مثالُ التُّقى والزهدِ إيمانهُ طغى
ويلهجُ باسمِ الله ما فارقَ الذِّكرا

بِمِقولِهِ تجري الصلاةُ كريمةً
على المصطفى في كلِّ آنٍ لهُ تُقْرا

وصُحبتُهُ ليستْ تَمَلُّ لنابهٍ
فسبحانَ ربّي كيفَ مَلَّكَهُ القَدْرا

وقد كنتُ محظوظاً بهِ إذْ لقيتُهُ
يسائلُ عنّي الأصدقاءَ لهُ حَصْرا

وَحينَ تلا قيْننا وجدتُ بهِ أخاً
عزيزاً كريماً بالمحاسنِ قد أثرى

وجدتُ نبيلاً هذَّبَ اللهُ طبعَهُ
وكل جميلٍ في مهابتهِ أغرى

رأيتُ أبا ياسين كالْطَودِ هِمَّةً
وكالسهلِ محبوباً تعاشرُهُ. حُرّا

وإنْ كنتُ قدْ فارقتُهُ بعدَ غربةٍ
لِعشرينَ عاماً ما نسيتُ له خَيرا

صَفَتْ نفسُهُ نبعاً زلالاً لطاعةِ ال
مهيمنِ في صوفيةٍ رَدَّدَتْ شُكْرا

تَقبَّلهُ الرحمنُ في العفوِ والرضا
تحيْطُ رياضٌ من جنانٍ لهُ قبرا

وَبلَّغَهُ فضلُ الرسول شفاعةً
يُصاحِبُهُ في جَنَّةِ الخُلْدِ ‏قدْ قَرّا

د. محفوظ فرج
© 2024 - موقع الشعر