لا تسأليني كيف استعمرت قلبك - رامي سعيد محمود

لا تسأليني ... كيف اقتحمت أرضك ؟؟
رامي سعيد
 
لا تسألني. كيف استعمرت قلبك
لا يمكنك مقاومة احتلالي لأرضك
إنه مثل إعصار بلا رحمة
مثل الفيضان لا يترك خلفه بصمة
لقد اكتسحكِ حتّى تمادى في غزوه المذهل
هو له في الوغى عزما قويا يجوب صحرائك كالزير المهلهل
استفزّكِ حتى اخترق شرايين قلبك
ليعلن بشموخ احتلاله الرّجولي لحبّك
و بكل ديكتاتورية يعلن ميلاد حبّه في أرضك
لا ، لا يمكنك مقاومة غزوِه الفريد
كان لديكِ موعد جميل مع الهزيمة و لقاء محموم
و جواسيس شوقك و حنينك تترقّب ذاك الديكتاتور المزعوم
كل صباحتك كانت تتوق هذا الفجر المشرق
كل الليالي اشتكت من غيابه عنك ومن صقيع فقدانه
كلّ شيء من حولك كان يناديه بياء النداء المستعجلة
أردتيه أن يقتحم مملكة أنوثتك على طريقتك المفضّلة
مخطئة أيتها الملكة العطشة
فهو رجل خلقَ ليلتهم ما بقي من تفاصيلك الوردية
لا تنكري و اعترفي كونه جزء لا يتجزأ منك
لا، لا تعترفي فكلانا غارق
نعم, لا يمكنك المقاومة
إنّه رجل يعرف كيف ينسج خيوطَ حبّه من حولك
و يعرف كيف يخيط من عشقه قميصا ترتديه في موسم الحنين
هو رجل يتقن الحديث مع نساء عطشى
و ابقي أنتِ بكبريائك ملكة يسوس مُلكها أولئك الحمقى
اعترفي بأنّك وقعت في حبّه من أعلى درجات كبريائك
بانك ملهمة به و يقتلك الحنين اليه و تشتاقه أشيائك
علّه يدعك تستعيد طعم الحياة الذي فقدتيه ذات يوم
وسط الحشد المخادع و لا تُسقطي عليه اللّوم
أنت تدركين بأنّه يستطيع أن يهز عرشك
ويوقظ امرأة تنتظر ذبولها في يوم من الأيام
أنتِ تعرفين بأنّه قادر على احتوائك
بعقله وروحه ورجولته فهو يتقن فنون إثارتك و إغوائك
أتستطعينَ مقاومة حلمك الدفين ؟؟
وسطَ شوقك و آهاااتك و صرخات الحنين
الذي طالما اشتقتِ إليه لما كنتِ على شفى المجاعة
لما كنت تذوبين بين أحضانه ساعة تلو ساعة
انتِ يا مجنونة تشيهين البحر لا تحبين السباحين
ولا أولئك الذين يمرون بجانب شواطئك
يغريك فقط ذاك الذي يغير ثيابه كلها
كي يتسلّل إليك دون أدنى شك، فأغرقك فِي.
© 2024 - موقع الشعر