لَا تسأليني يا سيدتي

لـ عمر صميدع مزيد، ، في الغزل والوصف، 36، آخر تحديث

لَا تسأليني يا سيدتي - عمر صميدع مزيد

لا تسأليني يا سيِّدتي
عن حساب حياتي
 
فإنَّ حديثي سيطول
ولن تهواه مولاتي
 
لو بحثتِ عنِّي في
كل العصور والسَّنواتِ
 
فلن تجدي إلَّا طيفاً
يزاوركِ حوماً في المناماتِ
 
أتظنِّيني أحيا أميراً
بين الحوريَّاتِ
 
أو أكتبُ شِعري
من رمش الفاتناتِ
 
أو تظنِّيني ألهو
بعواطف الجميلاتِ
 
أو أنِّي أمتصُّ الرحيق
من ألذِّ الحلماتِ
 
كلَّا يا مولاتي كلَّا
فلا تغرُّكِ إبتساماتي
 
فلو همس سمعكِ
حرفٌ من حكاياتي
 
لكتويِّتِ من ناري
واحترقتِ من نفحاتي
 
إنصرفي يا شقيقة الرُّوح
من لهيب حياتي
 
فقد كان قبلكِ زمانٌ
من الذِّكرياتِ
 
إنصرفي واتركيني
في لوعتي وحسراتي
 
فقد هجرت الحب
منذ زمنٍ وليس بآتي
 
إنصرفي ولا تقرأيني
أبداً يا مولاتي
 
فأنا غارقٌ وأبحث عن
طريقٍ لنجاتي
 
بل أنا عاجزٌ أن
أنقذ نفسي من الشَّتاتِ
 
أجلس أبكي وحيداً
ولا أحدٌ يرىٰ دمعاتي
 
إنصرفي ولا تدخلي
نفقي الأسود ذُّو الظُّلماتِ
 
يكفي قلبي ما دهاه
من اليأس والطَّعناتِ
 
يكفي روحي ما صابها
من الجهد واللَّعناتِ
 
ماذا تريدين منِّي
أَأُعيد الأمس وفيه جراحاتي
 
ألا يكفي قتلي
مرَّاتٍ تلو المرَّاتِ
 
هذا نزيفي انظري إليه
من وراء إبتساماتي
 
بل انظري إلى حياتي
كيف أصنعها بأرق الكلماتِ
 
أبوفراس ✓ عمر الصميدعي
2010
© 2024 - موقع الشعر