كَسْرُ الضَّمِّ

لـ محمد عبد الحفيظ القصّاب، ، في الرثاء، 13، آخر تحديث

كَسْرُ الضَّمِّ - محمد عبد الحفيظ القصّاب

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين
اللهم افتح لنا فتحًا مُبينا
---------------------
إنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجعون
----------------------
 
 
كَسْرُ الضَّمِّ
--------------
1-عَمَّاهُ في القَلْبِ مِنْكَ السَّعْدُ والحَزَنُ
ماذا أَقُوْلُ: وأَنْتَ القَبْرُ والكَفَنُ ؟
 
2-أسْعَدْتَنِي بِوُجُوْدٍ كُنْتَ كائِنَهُ
أحْزَنْتَنِي بِوُجُوْدٍ كَانَ لَمْ تَكُنِ
 
3-أَتْعَبْتَ قافِيَتِي والعُمْرُ في تَعَبٍ
مَضَى فلَمْ يَحْتَمِلْنِي الصَّبْرُ والزَّمَنُ
 
4-تَرَنَّحَتْ بَيْنَ ضَمِّ القَبْرِ رافِعَةً
وبَيْنَ كَسْرٍ يَجُرُّ الحَتْفَ في رَسَنِ
 
5-هَيْجاءُ أُمْنِيَتِي لا تَرْتَقِي أَمَلاً
إلَّا وكَسْرِي بِضَمِّ التُرْبِ مُقْتَرِنُ
 
6-إنِّي أُقَلِّمُ ظُفْرَ الغَيْمِ أبْرُدُهُ
حتى أُزَيِّنَ كَفَّ الشَّطِّ والمُدُنِ
 
7-أُشَوِّكُ الآهَ حتى صَوْتَها هَمِلاً
كالعَوْسَجِ المَطَرِيِّ الشَّامُ واليَمَنُ
 
8-أُعَلِّمُ الدَّمْعَ أشْواكًا بلا حَدَقٍ
تُبِيْدُ أَدْمِغَةَ الحُكَّامِ و العَفَنِ
 
9-عَمَّاهُ أيُّ سُؤَالٍ باتَ يُسْعِفُنِي؟
حتى السُّؤالُ مَرِيْضٌ رَدُّهُ دَفِنُ
 
10-عَبْدَ الكَرِيْمِ: بَعِيْدٌ عَنْكَ قَبْضُ يَدِي
وما القَرِيْبُ سِوَى الأخْيالِ والمِحَنِ
 
11-ماذا سَأَفْعَلُ للحَرْفِ الذي جَمَدَتْ
بهِ الدُّمُوْعُ بَيانًا راعَهُ الوَهَنُ
 
12-والجُمْعَةُ اقْتَبَسَتْ مِنْ نُوْرِها رَجُلاً
وما اسْتَوَتْ نارُ نَوْمِ الغَدْرِ والوَسَنِ!
 
13-لي مِنْكَ حِبٌّ أَصِيْلُ الأمْنِ يَحْرُسُنِي
مِنْ حَيْثُ أنِّي أَمانٌ كانَ لي أَمِنُ
 
14-أَشْبَعْتَ فاهَ الرَّحِيْلِ المُرِّ مَشْرَبَةً
لَسْتَ الغَرِيْبَ عَنِ الأسْفارِ والعَطَنِ
 
15-أَذَّنْتَ للنُّوْرِ بالتَّكْبِيْرِ مُفْتَخِرًا
أَنْشَدْتَ حُبًّا رَسُوْلَ اللهِ ما وَزَنُوا
 
16-فأيُّ ثِقْلٍ كَبِيْرِ الشَّوْقِ فِيْهِ تُقًى
وأَيُّ خُفٍّ صَغِيْرِ الشَّوْكِ والسَّكَنِ
 
17-رَأَيْتُ فِيْكَ أَبِي ما دُمْتَ تَذْكُرُهُ
فَقَدْتُ فِيْكَ أَبِي فَقْدَيْنِ أَمْتَحِنُ؟
 
18-إنِّي بَشاعَةُ كُلِّ الحُسْنِ أَعْقِرُها
فَوْقَ الرِّثاءِ فَماتَ الحُسْنُ في الحَسَنِ
 
19-مَنْ ذا يُواسِي عُيُوْنَ الشِّعْرِ إذْ دَمَعَتْ؟
ما زالَ دَمْعِي خَؤُوْنًا وهْوَ مُؤْتَمَنُ
 
20-عَمَّاهُ يا أَبَتِي كفَّاكَ كَمْ دَفَنَتْ!
كَفُّ الثَّرَى قَدْ هَوَى في كفِّكَ الخَشِنِ
 
21-هذا الرَّيانُ وَقَوْرًا غابَ في طَبَقٍ
مِنَ الوَرَى أَكَلَتْهُ السَّبْعَةُ اللُّسُنُ
 
22-إِنَّ العُرُوْبةَ كَسْرٌ ضَمُّها حَدَثٌ
لنْ يَجْبُرَ الكَسْرَ إلا الدِّيْنُ في الفِتَنِ
 
23-مَنْ ذا يُحاكِي عُيُوْنَ القَلْبِ إذْ دُمِيَتْ؟
لَمْ يُبْصِرِ الدَّمَ إلَّا الفائِتُ البَدَنُ
 
24-فَوَّازُ يا كَسْرَ أُمِّ العُرْبِ قاطِبَةً
هانَ الصَّغِيْرُ فَبِئْسَ الفَخْرُ في الوَثَنِ!
 
25-ضَمَّتْ رُفاتَكَ شامٌ كَسْرُها ذَهَبًا
أَما كَفاكَ تُرابَ الشَّامِ تَحْتَضِنُ؟
 
26-عَمَّاهُ في القَلْبِ آلامٌ مُبَعْثَرَةٌ
تَوَحَّدَتْ في رِثاءِ العَيْنِ والأُذُنِ!
 
27-عَمَّاهُ لنْ تَبْرَأَ الأحْزانُ ما بُلِيَتْ
فالحَيُّ في رُهُنٍ والمَيْتُ مُرْتَهَنُ
 
28-يا قَلْبَ باكِيَةٍ هاتِي رُعافَ دَمِي
مِنْ بَعْضِ دَمْعِكِ مَسْكُوْبًا بلا ثَمَنِ
 
29-إنِّي فِداكِ طَعِيْنٌ غَيْرُ مُكْتَرِثٍ
لِأحْمِلَ الهَمَّ لكنْ مَنْ لهُ ضَمِنُ؟
 
30-لا يَجْرَحُ القَلْبَ شَوْكٌ غَيْرَ ذِي أَلَمٍ
خُذِي فُؤادِي لِشَوْكِ الحُزْنِ واسْتَعِني
 
31-حِمْصُ العَدِيَّةُ أحْجارٌ بها شَغَفٌ
سَيُزْهِرُ الصَّخرُ رَغْمَ المَوْتِ يا فَطِنُ
 
32-فاهْنَأْ بِقَبْرٍ هناكَ الصَّحْبُ في كُثُبٍ
حَمْراءَ عابِقَةٍ بالمَجْدِ والشَّجَنِ
 
33-اُنْقُلْ عَنِ الحالِ نَقْلاً غَيْرَ مُرْتَجَعٍ
أنِّي الضَّمِيْمُ وكَسْرِي النَّازِفُ الوَطَنُ
 
34-الحَمْدُ للهِ بَعْدَ الحَمْدِ ليسَ يُرَى
شَرُّ وبَعْدَ قَضاءِ اللهِ مِنْ مِنَنِ
--------------------------
(34) البسيط
مرثية عمي عبد الكريم المعاز أبو رفيق
رحمه الله وغفر له
محمد عبد الحفيظ القصاب
صيدا-لبنان-11-2-2022
© 2024 - موقع الشعر