أجهش في البُكَاء - ماجد حميد حسين

أجهش في البُكَاء إنّ الخَليل
 
فقد صَدحٌ بالفِراقِ عنا وأعَرِّضُ
وأَنبْ فُؤَادَكَ فَالصبرُ في النَّوَى
تَفيضُ مُهجةٌ ألأعَينٌ وتفضَّضُ
تاتيكَ أَحْدَاث تُشَددُّ أطْيابُ ألأخْبِيةٍ
وتُنْقَضُ ورَاءَ عيشهِمُ عُصْبةٌ تركُضُ
قفُوا فأن الأسَى تُحشَى الضَّمَائِرِ
سُخْطِ القَبيلِ بهم والمَدَامِعِ تَنْتفُضُ
يَتَخافتُونَ علينا أَنَّةٍ ومُطَامِع تضَنىً
فتنطْلِقُ من زفرةٍ ونفوسهم مُخَفِّضُ
بأَيدِيهِمْ قبضُوا علَى أكبادِنا ِولمْ
الشَّوقُ ينازِعُ من أيدٍينا ما تَقبِضُ
تجدنهُمُ أَمِنُوا بالمُرَاقِبَ صَرَّحُوا وبِشَكاتِهِمْ
تجدهم اسْتَرابُوا منا ألغرَضُ
رَحَلُوا عنا وتركوا وآرائهم أجداثنا
 
تتشَتَّ والعَبْرَةٍ تسَافِحُ المخيط مُقايّضُ
أتْبَعْونا وتُهنش ُمْن نَفوسناً دَمْعاً
ونَارُ يشْوي الرِّياضَ و ذَاكَ يُرفضُ
مَنْ ينَاشِدٌ بالعَقِاب حُشَاشةً راحت
ورَاءَ المرَّكبِ سَاحة الغدر تقَوَّضُ
تَلْوِ وراء نعوشنا راجِعَةً تلْحَقْ
بِنا المشيعين ممّا تُطيحُ وتنهَضُ
رؤوسهم رُمَاتُ كأنهُمُ صرروا أوغَلُوا
في قَلبِهِم حقد كالسِّهَامَ تخَضْخضُ
رَضِيتُ بِمَا أَرَاقُوا مِنْ دَمِي
والحسام مغمْداً بسُخْطِه فهَلْ يرَبضُ
صَفْوُ الزُّلالِ والرِّيقِ يَومَا يوَدِعهِمْ
 
وأَصِحَّاءَ الكروب علَى المُعلُّ مُمْرِضُ
يا صَاحِب لِمَا عَرَى من
حَادِثِ الأيَّامِ سنا البرق يسْتنهضُ
أشْكُو إليكَ ياصَاحبَاً و دَمِي يرقرق
ويتَأَلَّقَ بالسيل بعدَ الوَهْنٍ يُومِضُ
فَمَا المُذِمُّ بالمحَاجِر من سَنَا
وصِلِّ الرَّماح أصبح يُنْضنِضُ
قَلِقُنا على المصير يغمُضُ والطرفَ
لا يَدَعُ المَحَاجِرَ بلَيله يغمُضُ
نُشِرَتْ لَهُ لَيلاً على عَذْبِ
الحِمَى حُلَلٌ تُذهَّبُ تارةً وتُفضَّضُ
أحْيَانا الدُّجَى تجْلَى سَنَاهُ وفيَّ
الِعرْقٌ شَوقي يرن بالقَلْبِ ينبِضُ
و ِرَدِّهِ الجدعَاءَ بالحَيٌّ ثَوَّرُة
تناطح بنا والقَلْوبِ سَائِرةَ تنتفض
وأني وأن دعَوتُهم ووجْهُي مُقْبِلٌ
لهِمُ والصَّبْرِ عنِّي وجهُ مُعْرِضُ
رُدُّدتهمُ أَحْيَاء للنفوس فالحَقُوا كُلِّي
فالحَيُّ لم يتغير بهم يتَبعَّضُ
© 2024 - موقع الشعر