قالت سلبت اللب من أحشائي - حيدر شاهين أبو شاهين

قَالَت سَلَبتَ اللُّبّ مِن أحشائي
وَرَميتَني فِي غَمرَةِ الْأَنْوَاء

لَكِنَّنِي رَغمَ الْبَلِيَّةِ لَمْ أَزَلْ
أهواكَ يَا دائِي فَأَنتَ دَوائِي

فأجبتُها مَن أَنتِ هَلَّا قُلْتِ لِي
يَا طِفلَتي وَلِما سَعَيتِ وَرَائِي

أنا مَا عَرَفْتُكِ قَبلَ هَذَا رُبَّمَا
أَخطَأتِ بِي فِي جُمْلَةِ الأَخْطَاء

أنا بالخَريفِ وَقَد تَحَطَّمَ موقِدي
وَالعَجزُ يمخُرُ دُودُةُ بِلِحائِيي

قَالَتْ أَنَا زهرُ الرَّبِيعِ أَلَا تَرَى
كيفَ الحَيَاةُ تَفُوحُ مِن أرجائي

وَلَسَوفَ تَحْيَا لَو أطَعتَ لِخافِقي
ونَهلتَ عِطرَ الْوَرْدِ مِنْ أثدائي

فَأَنَا دواؤكَ كُن دَوائِي وَاعْطِنِي
مَا أبْتَغي وَلتَسْتَجِبْ لِنِدائي

فأنا عَشِقتُكَ لَستُ أُخطِئُ بالهَوَى
وأُرِيدُ شَيبُك أن يَكُونَ رِدَائِي

ولِذا أتيتُكَ والحياءُ يَردُّني
وخَسِرتُ مِن أجلِ الوصالِ حيائي

لا ترتدي ثوبَ الوقارِ ولاقِني
واتبع لقلبٍ ذابَ في أندائي

فأجَبتُها أَصَغيرَتِي ذِي طَفرَةٌ
وَغَدًا سَتَخْبو حِينَمَا تَسْتَائِي

مَا تَشْعُرِينَ بِه تِجَاهِي نَزوَةٌ
وهيَ اشتِيَاقُ الطِّفْل لِلْآبَاء

أرجُوكِ إبقِ حَيثُ أنتِ فَخَافِقِي
عَبَرَ الْفُصُولَ وَقَد دَنَا لِشِتَائِي

................................
بقلمي حيدر أبو شاهين

© 2024 - موقع الشعر