الطَّوِيْلُ العَاصِف(1) - محمد عبد الحفيظ القصّاب

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين
اللهم افتح لنا فتحًا مُبينا
---------------------------
 
 
الطَّوِيْلُ العَاصِف(1)
-----------------
 
1-ألا سَيِّدُ هَامَاتِ البَيَانِ هُوَ الشِّعْرُ
كَلامٌ ومُوْسِيْقَا المَشَاعِرِ والسِّحْرُ
 
2-وهذا طَوِيْلٌ في بَرَاعَةِ نَظْمِهِ
يُمَدِّدُ أعْنَاقَ الحُرُوفِ ويَغْتَرُّ
 
3-ويَجْمَعُ أَمْوَاجَ الفُصُوْلِ بِبَحْرِهِ
وأَحْمَالَ هَمٍّ في المَرَاكِبِ تَنْجَرُّ
 
4-تَعَالَوا إلى الأَعْمَاقِ كَيْفَ تَرَاكَمَتْ!
إلى خَافِيَاتِ العَقْلِ يَحْمِلُنَا الهَجْرُ
 
5-أُعَانِي رُكُوْدًا! أَيْنَ وَجْهُ حَبِيْبَتِي؟
يُعَاتِبُ وَجْهًا في نِهَايَتِهِ الصَّخْرُ
 
6-ويَنْشِلُنِي مِنْ قَاعِ كُلِّ نِهَايَةٍ
فإنَّ نِهَايَاتِ العَوَاصِفِ والقَبْرُ
 
7-أُحَاوِلُ إمْسَاكَ الأُنُوْثَةِ في غَدٍ
لِروْحِ فُتُوْنٍ لا يُغَالِبُهَا العُمْرُ
 
8-فَهَاتِي خُلوْدًا مِنْ ثَبَاتِ مَشَاعِرٍ
خُذِي خَالِدًا مَوْصُوْفُهُ العِشْقُ والشِّعْرُ
 
9-وجَارِي طُيُوْفِي لا فَنَاءَ لِوَجْدِها
فَلَنْ تَجِدِي سِتْرًا، فقدْ هُتِكَ السِّتْرُ
 
10-فكيفَ إذا سَابَقْتُ رُوْحَكِ والجَوَى
يقلِّبُ رَاحَاتِ الجِنَانِ بِهِ سُكْرُ
 
11-نَرَى العَدَمَ الشَّرْقِيَّ يَسْفَحُ ذَاتَنَا
حُطَامًا فلا بَرٌّ يَقِيْنَا ولا بَحْرُ
 
12-تُعَرْبِدُ أَجْرَاسُ الظَّلامِ بِقَاعِهِ
وأَفْوَاهُ حِيْتَانِ السِّيَاسَةِ تَجْتَرُّ
 
13-ثَعَالِبُ قِيْعَانِ الخَبَائِثِ حُرَّةٌ
ذُرَانَا جَفاها العِزُّ والعَدْلُ والنَّصْرُ!
 
14-ويَكْشِفُ عَنْ فَخْذِ الوَلِيْمَةِ جَائِعٌ
لَهُ العَظْمُ في قَصْرِ القُرُوشِ ولَوْ نَزْرُ
 
15-وعَارِيَةٍ تَكْسُو المَغَارَاتِ صَفْقَةً
بِلا ثَمَنٍ فالمَاءُ أَغْطِيَةٌ حُمْرُ
 
16-فما الحُبُّ في اسْتِحْمَامِ قافيةٍ هوًى
وجَسَّاسُ مَوْجِ الأخْطُبُوْطِ بِهِ الحِبْرُ
 
17-وجُمْجُمَةٍ يَبْنِي عِظَامَ جَلِيْدِها
خَرِيْفٌ فلا قَرٌّ يُعِيْنُ ولا حَرُّ
 
18-لَقَدْ دَخَلُوا مِنْ مَحْجَرِ الحَيِّ في دُجَى
وقد خَرَجَوا مِنْ مَحْجَرِ الغَيِّ لا فَجْرُ
 
19-إذا أَرْعَدَتْ عَيْنُ السَّمَاءِ فَلَحْظُنا
إلى بَرْقِ أَكْبَادِ الثَّرَى الخَوْفُ والذُّعْرُ
 
20-سَتَجْلُو صِفَاتِ الرُّوْحِ في عُمْيِ أَسْرِهَا
وتُبْدِي لَهَا حُرِّيَّتِي ما رَأَى الأَسْرُ
 
21-لِمِاذا تَشِيْ عَنِّي القَوافِي وتَفْتَدِي
سِنِيْنًا يُجَارِيْهَا إلى فاقَتِي الدَّهْرُ؟!
 
22-ضَعِيْفٌ مَعَ الأَجْسَادِ تَهْلَكُ جُثَّةً
تَفَاسَخَتِ الأَجْسَادُ يَبْلَى بِهَا القَهْرُ
 
23-قَوِيٌّ مَعَ الأَلْبَابِ تَبْقَى نَقِيَّةً
جَوَاهِرُهَا الإِلْهَامُ والقَلْبُ والفِكْرُ
 
 
-------------------------------
جديد..(23) الطويل
ارتجالاً في ضيافةِ موقع
محمد عبد الحفيظ القصاب
صيدا-لبنان-29-11-2021
© 2024 - موقع الشعر