تقاسيم على البحر الطويل - أحمد علي سليمان

هنيئا لك النصر المبينُ مغردا
لقد عشتَ فينا للمعالي مُجدَّدا

وهذا الذي قد عشتَ ترجوه عاجلاً
ألا إن أعداء الهُدى اختصروا المدى

وذا يومُ عرسٍ ، ليس للحزن موقعٌ
تأمّلْ تُعاينْ للأغاريد كم صدى

أرى ها هنا أمنيّةً قد تحققتْ
وعاش الذى يرجو إماماً وسيدا

ولستُ أعزي فيك داراً وشِرعة
فعيشك والأقصى أسيرٌ هو الردى

ألا إن الاستشهاد أطيبُ عيشةٍ
وخيرٌ مَردّاً يُستطابُ وُسوُدَدا

وأنت بما أحكيه أدرى ، وظنُّنا
بأنك شهمٌ ، والنفوس لكَ الفدى

ونحسب أن الفذّ حاز مكانة
وإن كان شيخاً مُنهكَ الجسم مُقعدا

يُبايعُكُ الأبطالُ ، واللهُ شاهدٌ
على الانتقام المُر ممن قد اعتدى

غداً يُشرق الأقصى ، وتشدو طيوفه
وسوف نطيع الله كي نصنعَ الغدا

ودمعُك غال ، والدماءُ عزيزة
ولن يذهبا – يا صاحبي – هكذا سُدى

وربى يُعِزُّ العبد يَنصرُ دينه
ويُنصرُ فوراً مَن تقرّب واهتدى

© 2024 - موقع الشعر