إلى أبي هريرة - عبدالستار العبروقي

خطوك الآن مرتبك
شاركت بهذا القصيد في مهرجان
ابن رشيق بالقيروان سنة 1995
بحضور الشاعر ادونيس.
 
خطوك الآن مرتبك
و الدروب غبار
تباشير أنثى الكلام تلاشت
و ما عاد بالوقت متسع للسؤال
كنت حين يداهمك الليل
تقتحم السيل
تعدو على راحة الشوق
محتفلا باختلاجات اهزوجة
اورقت بدماء النوارس
لحنا شفيف التحدي
صهيل السنابل ينساب من راحتيك
ثلوجا و أجنحة تتهجى
تلافيف أسئلة اينعت
بسديم الأنا
 
هل فقدت البداية
شدو القطارس
ادمنت موج الخروج
و عدت إلى الانطواء ؟
ام هجرت المراكب
خوفا من الليل ؟
ثرت على الورد لما استباك
و أثرت لثم البرود
على الياسمين كؤوسا
بكف الندى ؟
 
زورقا من زجاج الصدى
كانت الأرض خجلى
تراقص موجك
تجتث من جانبيك اللهاث
جداىءل بوح تضيء
دياجير اوردة
بعثرتها المراسي
 
دموع القوفل
مشدودة للمواقد
و الروح اغنية جمعتها الرياح
باهداب فاتنة لم تع
ان ضحكتها اشتعلت بالفؤاد
صباحا جريخ الضياء
كنت حين تراودها
تتهدل مرتجة الانحناء
سماءا من الورد تقطر عشقا
يؤجج أغصان صيف شريد
تسامق حد انحدار السواحل
موجا على شجر الانتظار
 
***
 
خطوك الآن مرتبك
و الحبيبة ثابت إلى غيها
خلعت وردها و ترتدت
صمت من غادر الأرض
محتفلا بالسراب
من سيوقظها؟
من سيخترق الليل برقا
لانقاذها
أبدا .. لن تروم التوقد
اغصانها انطفات
منذ طوقتها بالرمال
و صادرت احلامها
 
حاصرتها الذئاب
على عتبات المعابد ذابت فصولا
يؤرقها الدمع طورا
و طورا يضاجعها الاغتراب
طقوس التبتل جفت
على شفتيها
جفتها القناديل
دمعا مضت تتلوى باعماقها الكائنات
تهادن، تخترق الصمت
تنشرها جزرا من جذوع الصراخ
تسافر عبر المقابر بردا هجينا
و قافلة من عويل الرياح
بكتها القداح
بكتها المواويل
غصن الضياء سلاها
بكتها المواسم
و الورقة
***
خطوك الآن مرتبك
و الدروب دبيب يؤبد اروقة
من نسيج العناكب
مأخوذة بالتهام الجماجم
خذ فاسك
و اقتحم جدران الكلام
تقدم و لا تتساءل
ترى ما وراء الرسوم التي
لم تكن غير ذكرى عصور
من الانحدار
طغت و احتوت فيضان السيول
تقدم و بدد غبار الذهول
حبيبتك استيقظت
من سبات الشرود
نضت ثوب أحزانه
خلعت صمتها
و عدت مثل " تانيت " عارية
لمياه الجبال
***
عبدالستار العبروقي
حمام الشط 1995
© 2024 - موقع الشعر