يا صاحبا - امين الكحيلي ابو الياس

يا صاحباً يَكفي الملامُ فَإِنَني
ما كُنتُ أَهوى أَنْ أَبوحَ بِحَالِي

شَيَعْتُ مِنْ أَلمِ الوَفَاءِ جَنَائِزاً
وَصَبَرتُ قَهراً كَي أَكُونَ مِثَالِي

مَا كَنت قَاطِعُ لِلوِدَادِ مَودةً
أَو كُنتُ أَسمَعُ لِلكَذُوبِ مَقَالِ

قَلبي وَإِن كَانَ الجَرِيْحُ لَطَالَما
حِفْظُ المَوَدَةِ مِنْ عَضِيمِ خِصالِ

لَو كُنْتَ تَعْلَمُ مَا عَلَيهِ أَنا لَمَا
عَاتَبْتَنِي بِالحرفِ قَبلَ وصالِ

قَدْ كُنتُ أُخْفِي بِالمَوَاجِعِ عِلةً
مَنْ ذَا تَفَقدَ عِلَتِي بِسؤَالِ

يا صَاحباً إِنِي أُصَارِعُ كُرْبَةً
عَلِقَت بِصدر ٍحَاملاً أَثْقَالِ

وَجْهُ البَشَاشَةِ كَانَ نُوراً سَاطِعاً
قَد صَارَ ذِكرىٰ أَو شَبِيهَ خَيالِ

يا صَاحِباً أَنْكَأتَ جُرحَاً سَاكِنَاً
مَن لِي بِأيامٍ مَضَتْ ولَيَالِي

كُلُ اللذي بِالقَلبِ بَاقٍ نَبْضُهُ
حَتى وَإِنْ زَادَتْ بِذاكَ حِمَالِ

هَا أَنْتَ تَعْتَبُ كَالبَقِيَةُ قَائِلاً
أَنِّي بِوصفِكَ فِي أَتَمِّ كَمَالِ

اللهُ وَحْدهُ كَامِلٌ وَمُكَمَّلٌ
وَإليهِ دُونَ الخَلقِ ذا إِقْبالِ

مُتَصَبِّراً بِالحمدِ دُونَ تَذَمُرٍ
لِلذُّلِ.. إِسمٌ دُسْتُهُ بِنِعَالِي

أَتُرَاك آتٍ عِنْدَ بَابِيَ سَاعَةً
خُذْ مَا تَرَاهُ مِنَ النَعِيمِ خِلالِي

وَاترك دُعاءاً صَادِقَاً يَا صَاحِباً
إِنْ كُنتَ أَوفَى مَن يَكُون بِبَالِي

كلمات أمين الكحيلي أبو إلياس
31/10/2021

© 2024 - موقع الشعر