الاختيارُ بينَ الواقعِ والفعل.. - محمد عبد الحفيظ القصّاب

7-
الاختيارُ بينَ الواقعِ والفعل..
-----------------------------
كيفَ يمكنُ للواقعِ والفعلِ أنْ يجتمعا كذاتينِ مختلفينِ وهما وجهةٌ واحدة ؟
يجتمعانِ عندما يُفرضُ عليكَ الاختيار, والأخيرُ إنّما ماديتهُ (الوجود) تكونُ في الواقعِ وأنتَ مجبرٌ أنْ توشّيهِ بالفعل ...
حينها ستقعُ حتمًا بازدواجيةٍ يائسةٍ بينَ إجباريّةِ الواقعِ، واختياريّة الفعل.
ربّما أتساءلُ؟؟ ..وهل لي أنْ أجرُّ إلى فعلٍ من صنعِ الواقعِ، وأنا أملكُ ألا أفعل ؟؟هذا يدعو إلى وصفي بإنسانٍ حُرٍّ...
ولكنْ هل أنا كذلكَ مع ازدواجيّةٍ جبريّة ؟؟
نعم .. ولستُ مع هذا الجوابِ بمراءٍ أو مغالٍ في استجادتي لقيودِ الحريّةِ الكاذبة ...
سأسمحُ لنفسي بمناقشةِ أمرٍ هامٍ يقعُ حصرًا فيما جاء آنفًا : ألا وهو عمليةُ الارتباطِ بالجنسِ الآخر .
هنا لا وقتَ لديّ لوضعِ استراتيجياتٍ شأنها كشفَ الستارِ عنْ خبايا الجنسِ الآخرِ في نفسي ومعالجةِ ذلكَ عن طريقِ الفلسفةِ الجزئية.
عندما أقفُ وقفتي هذه بينَ نعمْ أو لا, بينَ هذه أو تلك, بين الطبيعيّ والأفضل, لابدّ من الاستنجادِ بثقافاتِ العصورِ جميعها ... ولستُ بفاعلٍ هذا الآن ولكنْ سآخذُ بالنتائجِ لتقريرِ موقفٍ في نفسي سأكونُ مسؤولاً عنهُ في ذاتي قبلَ الغير.
إذا كنتُ أعرفِ إلى قدْرٍ ما محاسنَ فتاة؛ مشاهدةً أو سبرًا- بإجمالها - أكون حينها مسؤولاً عن كشفِ قبحِ الصفاتِ فيها .
وبالتالي أكونُ على معرفةٍ واسعةٍ بسيئاتها بالقدرِ ذاته.
وهذه الحالة ستخضعُ لتسلسلٍ واسعٍ ومتدرجٍ لنْ أتعقبهُ الآن.
حالة أخرى: أرتبطُ بفتاةٍ لا أعرفُ عنها شيئًا سوى المشاهدةِ الخاطفةِ, تقليديًّا؛ وأكونُ عندها مسؤولاً عن قرارٍ مزدوجٍ بينَ الواقعِ والفعل .
إجباريّة الواقعِ, موقعي التقليدي, واختياريّةُ الفعلِ, بين نعم ولا .
وقتها لنْ يكونَ الأمرُ مصيريًّا لدرجةٍ كبيرةٍ، بالقدرِ الذي يكونُ بالفعلِ وقعَ موقعًا .
لستُ أمنّي النفسَ بنتائجَ مرضيةٍ من وراءِ ذلكَ، ولكنْ لا سبيلَ إلا للمتابعة.
هاتان الحالتان نمطيان عصريًّا, أيْ أنّهما حصرًا ستكونُ إحداهما واقعةً في عصرنا هذا, والبحثُ وراءَ سلسلةٍ نهائيةٍ لمقدماتٍ سريعةٍ هذا كفيلٌ بوجودِ نتائجَ متعددة .
وإلى هنا سأكتفي بما جاءَ.. مع تقريرِ وجهتي الإيجابيةِ للحالةِ الثانيةِ لسلامةِ العاقبة....
------------------------------------
طفلُ الحرف(18)
 
محمد عبد الحفيظ القصاب
 
25-1-1993
© 2024 - موقع الشعر