غَسِيْلُ الأَحْيَاء(1)

لـ محمد عبد الحفيظ القصّاب، ، في الملاحم، 37، آخر تحديث

غَسِيْلُ الأَحْيَاء(1) - محمد عبد الحفيظ القصّاب

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين

اللهم افتح لنا فتحًا مُبينا
-------------------------

غَسِيْلُ الأَحْيَاء(1)
-----------------

1-اِغْسِلْ مُحَيَّاكَ بالكافُورِ وَالنَّارِ
عَطِّرْ على أَلَمِ الأجْسَادِ بِالغَارِ

2-اُمْدُدْ حَيَاتَكَ إِنْ تَسْطِعْ تَجِدْ كَفَنًا
يُلاحِقُ الظِّلَّ مِنْ مَخْبُوْءِ أَوْكَارِ

3-قَدْ حَانَ غَسْلُكَ يا مَأْفُونُ هَاكَ يَدِي
وارْمِ السَّلامَ على الأمْواتِ والعَارِ

4-يا حَيَّ حِينٍ إذا وَارَتْكَ مَشْرَحَةٌ
مِنْ هَمِّ غَمٍّ ونَزْفِ السَّعْدِ والقَارِ

5-إذْ قَادَ وَعْدَكَ في الأحْيَاءِ ذو تَرَفٍ
وسَارَ قَصْدَكَ مَدْفُونٌ بِدِيْنَارِ!

6-اِحْمِلْ حَيَاءَكَ مَصْلوباً على دُبُرٍ
واقْلِبْ إِهَابَكَ مِنْ مَخْزُوْنِ أَشْرَارِ

7-أعْضَاءَكَ الثَّاكِلاتِ الدُّودُ يَسْمَعُهَا
تَمْشِي عَليكَ نَوَامِيْسٌ بِأدْوَارِ

8-مَهْمَا تَبَرَّجْتَ مِنْ قُبْحٍ تَظُنُّ بِهِ
حُسْناً فأنْتَ مَرَايا دُونَ دَيَّارِ!

9-لا تَسْتَقِمْ فيكَ دُنْيا أنْتَ تُتْحِفُها
في كَهْفِ إغْفَائِكَ المَرْهُونِ بالشَّارِي

10-لقدْ بَلَغْتَ خَفَايَا كُنْتَ تَسْتُرُها
تَعَرَّتِ النَّفْسُ مِنْ مَسْلُوبِ أَسْتَارِ

11- فَقُمْ تَوَضَّأْ بِمَاءِ العَدْلِ مَمْسَحَةً
لِرَأْسِ ذُلِّكَ.. بالأوْطانِ والثَّارِ

12-لَنْ نَبْدَأَ الحُلْمَ فَالأحْلامُ تَذْبَحُنَا
قَبْلَ اجْتِمَاعِ الرَّدَى في عَقْلِ جَزّارِ!

13-وقَّعْتُ بالحَرْفِ مَوْتِي فاشْهَدُوا قَدَرِي
هَذِي الدِّمَاءُ تُنَادِي كُلَّ غَدَّارِ!

14-قَطَعْتُ أوْرِدَتِي مِنْ قَبْلِ سَكْرَتِهَا
على المَنَايَا فَطَابَ المَوتُ لِلبَارِي

15- وَقَّعْتُ بالبَصْمَةِ الحَمْرَاءِ مِشْنَقَتِي
شُدُّوا على صَرْخَةِ الأكْفانِ زُوَّارِي

16-مَسَكْتُ دَهْرًا فَتِيلَ الحَقِّ قُنْبُلَةً
تَفَلَّتَتْ!، آنَ طُوفانِي وَآذَارِي!

17-يُهامِسُ الليلَ جُرْحُ الموتِ في وَرَقِي
يَبُوحُنِي عَنْهُ إعْلانِي وإسْرَارِي

18-ما زَالَ يَحْفِرُنِي فِيْ قَبْرِ دَهْشَتِنَا
صُرَاخُ طِفْلٍ، وَأُمٍّ تَحْتَ أطْمَارِ

19-بِرْمِيلُ عِزْرِيْلَ تَسْتَرْضِيْهِ عِزَّتُنَا
لا تَرْتَضِي بِقِيُوْدِ الذُّلِّ أقْدَارِي

20-اِغْسِلْ عَروسَ المَنَايَا واقْتَرِبْ جَدَثَاً
يُزِفُّكَ المُنْتَهَى في فَأْسِ حَفَّارِ

21- مَا دُمْتَ حَيًّا فَأنْجَاسٌ بِكَ اكْتَمَلَتْ
فَمُتْ عَلِيلاً بِقَهْرِ الطُّهْرِ يا جَارِي!

22-إذا فَسَخْنَا عُقُوداً كُنْتَ تَحْمِلُهَا
فَعَقْدُ جُثْمَانِكَ المَفْسوخِ أحْجَارِي

23-أَمُوتُ يَومًا أقَولُ الحَقَّ مَفْخَرَةً
ماغَابَ عَنِّي بِهَا عِزِّيْ وإصْرَارِي

---------------------------
جديد...

(23) البسيط
محمد عبد الحفيظ القصّاب

صيدا - لبنان13-1-2021
© 2024 - موقع الشعر