رِيْشَةٌ أسْـمَيـتـُها بَشَــــــرا - محمد عبد الحفيظ القصّاب

رِيْشَةٌ أسْمَيتُها بَشَرا
--------------------------------

في لوحةٍ كُسِرَتْ ألوانُها صُوَرا
تَشيدُ فيها صباحًا صامتًا خَطِرا

تَطوفُ أسرابُها بينَ الوريدِ وما
تَشَكَّلتْ مِنْ طيوفِي ساحُها شَرَرا

تَسوقُني، عَتَباتُ الوهمِ مرسمُها
وفي يَدِي رِيْشَةٌ أسْمَيْتُها بَشَرا

لَحِقْتُ باللونِ لمْ أخْترْ طَبائِعَهُ
حتَّى تَطَبَّعَ فيما نابَنِي كَدَرا

وصَارَ يَلْطَخُ فَوقَ الجِسْمِ هاجِسَهُ
فأصْبحَ القلبُ يَعْدُو كُلَّما نُظِرا

وهذه العينُ غاصَتْ حَيثما نَظَرتْ
في ليلِ قارِئَةٍ لا تَبْتَغِي السَّهَرا

يا لونُ أبْعِدْ سِياطَ الهَمْسِ عن سَمَعِي
وَدَعْ غَدَيْرَ فؤادِي يُنعشُ الحَجَرا

أسْقِي بهِ وَرَقَ السَّاهِينَ في حَرَمٍ
للنفسِ تَسْكُبُهُ نَدْمانَ مُنْصَهِرا

أخْفي غَريْبَ مَسائِي عن تَخاطُرِها
وأكْمِلُ المُنْتَهى.. في غايَتي كُسِرا

وأمْسَحُ النارَ بينَ الماءِ يُمْطِرُني
نجمًا أخيرًا بكى من نَشْوَتِي قَمَرا

**********************
طفلُ الحرف (17)

(10)
محمد عبد الحفيظ القصاب-92

© 2024 - موقع الشعر