المُقْلَةُ العَمْياء! - محمد عبد الحفيظ القصّاب

المُقْلَةُ العَمْياء!
****************

أُنازِلُ في مَحَطِّ العِشْقِ عِشْقا
أُصارِعُ فِيَّ حُبًّا كادَ يَبْقَى

قِوايَ سَقيمةٌ والرُّوحُ هَلكى
فما تَبْغِينَ مِنِّي بَعْدُ حَقَّا!

هَوًى فَقَدِ ارْتَمَى يُصْبِي فُؤادِي
أكانَ عليهِ أنْ يُرْمَى ويشْقَى

حَزِينٌ أشْتَكِي مِمَّا أُعانِي
وَحِيدٌ في زَمانِي صِرْتُ رِقّا

وجِئْتِ إلى فُؤادٍ غَيرِ واعٍ
ألا مِنْ رَحْمَةٍ تُبْدِينَ رِفْقا

فَرِفقًا بِي فلا عَجَبًا لِحالِي
تَكادُ النَّفْسُ أنْ تَبْكِيكِ رَهْقا

أباعدُ طَيفَكِ المَكْنُوزِ بَرْقًا
فَمَنْ يَسقي رَحِيقَ بَلاكِ يُسْقَى

أرَى في المُقلَةِ العَمياءِ لَحْظًا
يَنُوبُ عَنِ الجَمالِ وَما تَرَقَّى

بِها إشْعاعُ طِيفٍ قدْ تَرَدَّى
يتيمةُ نَظْرَةٍ تَسْقيكَ أُفْقا

ترى في عَينِ خَلْقٍ كُلَّ صِنْفٍ
مئاتُ عُواطِفٍ تُبْقِيكَ نَزْقا

يَراعِي في رَمادٍ غَيرِ خابٍ
يُحَرِّقُ إصْبعي والبَرْدَ حَرْقا

يُداعِبُنِي شُعاعٌ مِنْ حَبِيبٍ
فأغْمِضُ مُقْلَتِي أزْدادُ زَلْقا

فَلَسْتُ بِشاعرٍ مادامَ عَقْلِي
بَلِيدٌ والفؤادُ خَوًى، وعُقَّا!

************************الوافر
طفلُ الحرف(14)

محمد عبد الحفيظ القصاب
(13)1989

© 2024 - موقع الشعر