المقلة المبتلاة - أحمد علي سليمان

وحَبيبةٍ تهفو إلى مَحْبوبهَا
في لحظةٍ وُئِدَتْ ولَمْ نشعرْ بِهَا

وإذا المَنِيَّةُ أَهْدَرتْ دمَ مقْلَةٍ
طُعِنَ الفؤادُ ، ولم يَكنْ مُتَنبها

ودم الشهيدةِ فوقَ وجْهِ ضحيةٍ
وعلى الثرى وعلى جَبينِ حبيبِها

وإذا بها وَهِمَتْ نهايةَ عُمْرِهَا
وإذا بِسَهْم المَوتِ غَاصَ بقلبِها

وإذا بطَرْف السَهْمِ يَمْزعُ جفنها
وإذا بها تبكي أليمَ مُصَابها

وإذا بصَاحِبِهَا يُتَارُك نَعْشَه
أسِفًا على البلوى ومُرِّ عَذَابها

والوَهْمُ يَحْرِقُ ما تبقَّى في النُّهى
ورأيْت بالأخرى حقيرَ سَرابِها

أنا ما اعتديْتُ على الورى لكن دهتْ
نِي صدْمَتِي والموت مِنْ أسبابها

وحَمِدْتُ واسترجعْتُ يا ربَّ الوَرى
فعَسَاك تُكْرِمُني بِهَا وبِحُبِّها

© 2024 - موقع الشعر