كلّنا للوَهْمِ سنديانْ - محمد عبد الحفيظ القصّاب

قصيدة نثر
----------
كلّنا للوَهْمِ سنديانْ
***************
 
كلّنا للوْهمِ سنديانْ
 
يَضْربُ جذرَ الجرحِ
 
يمدّدُ أنيابَ الغثيانْ
 
تحتطبُ صخورَ الملحِ
في قَيْحي
 
وتدورُ حولَ كرتي
 
لمْ ألمسْ حناياها!!
 
كأنّها وردةُ ثعبانْ
 
كأنّها ألفُ غوّاصٍ
 
في عيني
 
أجنحةٌ لا تقبلُ
 
بستاني الأنهارْ
 
تتلبسُ أشداقي
 
وتقامرُ في الأشعارْ
 
أجنحةٌ تجعلُ حرفي طيّارْ
 
ينهضُ مكتحلاً بالسخطِ
 
يفترسُ أحزمةَ الأفنانْ
 
يا عيبُ.. ظلِّي!
 
.........
 
هاكَ قلْ لي :
....
أسافرتَ معي
...
في وجعي
..
بلا أحزمةٍ تجوعْ
...
للحضنِ المقطوعْ
 
أجِرْني , خِلِّي
 
من تسرُّبي ...
..
من تهرُّبي..
 
في آهِ الأطيانْ
 
 
 
 
كلنا للوهمِ سنديانْ
 
كلنا نسرجُ الإدمانَ
 
بجمجمةٍ هلكى
..
بلا بصرٍ تدمعْ
..
تحفرُ الطين هتكا
..
وتقولُ لتسمعْ
..
لا تكسرْ عنقَ الإدمانْ !!
 
 
 
وطني
 
يا قلبَ الريحانْ
 
يا شفةَ الخمرِ
 
في الشِرْيانْ
 
غابوا في حفرِ القاعْ
 
ما نظروا سِنَّ اليراعْ
....
جمجمةٌ هلكى
 
يا وطني
 
سنعيدُ ترتيبَ الأشجارْ
 
للعينِ المقلوبةْ
 
أُخِذَ منها البصرْ
 
...
تنبشُ قبرَ القدرْ
...
تصرخُ مسلوبةْ
..
وتسقطُ في الأوكارْ
..
وتلعبُ بالأحجارْ
..
دعني
 
يا وطني
 
ألعبُ بالأحجارْ
 
..
أستنفرُ الموتَ
 
القديمْ
 
صديق النجومْ
..
من شاهداتِ الفَناءْ
 
دعني
 
أبدأُ بالغناءْ
 
في سوقِ الكفنِ الصاخبِ
 
عقيرةُ نوحْ
 
يا أبتي صافحْ وليدي
 
واحملْهُ من دمي طوروسْ
 
يصفّقْ في شمالِ الخمائلِ
 
نشيدي
 
ويدفنُ الكابوسْ
 
يا أبتي
 
دَمْدِمْ في الروحْ.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
محمد عبد الحفيظ القصاب
16-11-2005 م
© 2024 - موقع الشعر