ما بال شحات - محفوظ فرج

ما بال شحات ؟
ما بالُ شحّات ألْقَتْني بأشواقي

أكابدُ البعدَ مرهوناً بأطواقي
وما لسوسةَ قد أضحتْ بلا وهجٍ ؟

وقبلُ كانتْ ضياءً بينَ أحداقي
أمنْ تَذكّرِ حوارءٍ بناظِرها

أحيتْ مواتَ لباناتي وأعراقي
أم منْ حضورِ قوامٍ في تَعَطُّفهِ

غابتْ حواضرُ أيامي وأعماقي
فالليلُ مسرحُ شجوي بعد سامِرهِ

والصبحُ راحلةُ في ضوءِ آماقي
ألِلأُبيْرقِ إحساسٌ بما فَعلتْ

بنا الصبابةُ فيها دونما راقِ
يا ليتها علِمَتْ صفوي وكيفَ لها

وعيٌ لصَفْوِي وتوحيدي وميثاقي
وكلُّ وجدٍ غدا إشباعُ ظامئةٍ

وظامئ لأتون الحسِّ أفّاقِ
حسبي التفاتتُها نحوي وبسمتُها

فهي التسامي بالهامي وآفاقي
يا ظبيةَ الجبلِ الزاهي بِخُضرَتِهِ

هذا الصنوبرُ يدعو أين عشّاقي
أين الأحبةُ أرواحٌ مُحَلِّقةٌ

بالوجدِ فيه استحمتْ كلُّ أوراقي
ما خطبُهم بعد لأيٍ بَزَّ شملَهمُ

حُكْمُ الزمانِ كقوريني بلا ساقِ
قد كانَ ملعبُها مَهْوى لأفئدةٍ

سكرى بخمرةِ وادٍ سحرُهُ باقِ
عزَّ السؤالُ فما لي غيرَ قافيتي

وغيرَ طيفٍ يوافيني بإشراقِ
وغيرَ صمتٍ أمنّي فيه أسئلتي

إلى معينٍ سخيِّ الوِدِّ دَفّاقِ
ما كانَ لقياكِ إلا لحظةً أسَرَتْ

بها لحاظُكِ آمالي بلاواقِ
وكانَ منكِ حديثٌ في براءتِهِ

هامَ المحبونَ فيه قبلَ إغراقي
د. محفوظ فرج

© 2024 - موقع الشعر